البحرين: الأزمة في البلاد طائفية ولا صحة لأعداد الشيعة المعلنة


اعتبر وزير الخارجية البحريني، أن "المشكلة" في البحرين ليست بين حكم ومعارضة بل عبارة عن "مسألة طائفية" بين السنة والشيعة في المملكة التي شهدت منذ أسابيع احتجاجات من جانب الطائفة الشيعية، متهما "حزب الله" اللبناني بـ "تدريب" معارضين في لبنان.
وقال الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة: "نريد أن نؤكد للعالم أنه ليست لدينا مشكلة بين حكم ومعارضة، هناك مسألة طائفية واضحة في البحرين، هناك انقسام في المجتمع"، في إشارة إلى التركيبة السكانية من السنة والشيعة.
وأضاف في تصريحات لصحيفة "الحياة" اللندنية نشرتها الأربعاء "الاحتقان الطائفي عمره 1400 سنة، ولم يخلق في البحرين (...) اليوم نحن نعاني من هذا الشيء بين السنة والشيعة (...) بعدما كنا نظن طوال هذه المدة أننا قصة نجاح".
لكنه قلل من الأرقام حول نسبة السكان الشيعة في البحرين ورفض أعداد نسبة محددة، وقال "ليس هناك 70 في المائة، في الحقيقة هناك أرقام موجودة لدى الحكومة لا نفضل أن نتطرق اليها (...) لكن الـ 70 في المائة هي محض اختلاق".
وحذر الوزير البحريني من أن "هناك أجواء طائفية محمومة في كل مكان"، مشيرا إلى أن المنامة كانت تخشى أن "تبدأ مواجهات شعبية على أساس طائفي، ولا تحدث فقط في البحرين، تحدث في كل المنطقة".
واتهم "حزب الله" اللبناني بأنه "درَّبَ مواطنين بحرينيين في لبنان"، وقال: "لدينا كمٌّ هائل من المعلومات ضد الحزب"، مدللاً بهجوم الأمين العام للحزب حسن نصر الله، وأشار إلى أن هناك "أدلة تجمعت لدينا على فترة طويلة عن كيفية الاتصال، وكيف يتم التنسيق الدائم بين حزب الله وبين أطراف أخرى وبين أطراف هنا في البحرين".
واستدرك في رده على سؤال حول أن كلامه لا يرقى للأدلة ضد الحزب المدعوم من إيران: "لنترك الأيام إلى أن نُعلن التهم التي سنوجهها. أنا لا أريد أن أتدخل في مسألة سير أشخاص معروضين أمام القضاء الآن".
وقال إن "لا وساطة في الوقت الحاضر بين البحرين وإيران"، وأشار إلى أنه إذا كان هناك "أيٌّ من الإخوة أو الأشقاء أو الأصدقاء سيتحدثون معهم، نريد أن ينصحوهم بهذه النصيحة، أن البحرين ستظل لهم جاراً، وستظل لهم أخاً، لأننا لا نستغني بعضنا عن بعض".
وتصاعد التوتر بين البحرين وإيران، إثر انتقادات وجهها طهران على خلفية دخول قوات خليجية للبحرين للمساعدة على إرساء الأمن. فقد قامت وزارة الخارجية البحرينية باستدعاء سفيرها لدى إيران، احتجاجًا على تصريحات انتقدت فيها طهران تدخل قوات أجنبية في المملكة الخليجية. وبعد يومين قامت الخارجية الإيرانية باستدعاء سفير إيران لدى البحرين، كما أقدمت البحرين على طرد القائم بالأعمال الإيراني يوم الأحد وردت إيران بخطوة مماثلة.
وشهدت البحرين التي تحكمها أسرة آل خليفة السنية منذ حوالى 200 عام احتجاجات للطائفة الشيعية منذ 14 فبراير، قبل أن تنهي السلطات الأمنية بالقوة قبل اسبوعين اعتصاما استمر لشهر في المنامة.
وتقف وراء الاحتجاجات بالبحرين جماعات شيعية تطالب باستقالة الحكومة ووضع دستور جديد للبلاد يقضي بتشكيل حكومة منتخبة، لكن ثمة من يشكك في الشعارات التي يرفعها المتظاهرون فيما يتعلق بمطالب الإصلاح، متهمين إياهم بالتحرك بتوجيه من إيران، بهدف تعزيز نفوذ الشيعة بالمملكة، لكن الدول الخليجية بدورها أعلنت تضامنها مع المنامة.
واعتقلت السلطات البحرينية في وقت سابق هذا الشهر، ست شخصيات من الجناح المتشدد للمعارضة الشيعية، ومن بينهم حسن المشيمع زعيم حركة "الحق" الشيعية المتشددة التي تدعو إلى إلغاء النظام الملكي في البحرين، بتهمة الاتصال بدول أجنبية والتحريض على القتل وإتلاف ممتلكات عامة وخاصة.
وتحدث حمد بن عيسى آل خليفة ملك البحرين عن إفشال مخطط يحاك ضد بلاده وباقي دول مجلس التعاون الخليجي منذ ثلاثين سنة، ملمحًا بذلك إلى الجارة الإيرانية التي دأبت المنامة على اتهامها بالتدخل في شئونها الداخلية، وتحريض الشيعة على إثارة الاضطرابات بالمملكة الخليجية.
وكانت طلائع من قوات "درع الجزيرة"، التابعة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، قد دخلت إلى البحرين الاثنين قبل الماضي، للمساعدة في حفظ الأمن بالمملكة، بعد اندلاع مواجهات دامية بين محتجين وقوات الأمن، دفعت العاهل البحريني، الملك حمد بن عيسى آل خليفة، إلى فرض حالة "السلامة الوطنية" (الطوارئ) لمدة ثلاثة أشهر.



كاتب المقالة :
تاريخ النشر : 30/03/2011
من موقع : موقع الشيخ محمد فرج الأصفر
رابط الموقع : www.mohammdfarag.com