الثوار يحررون مدينة "مسلاتة" من حكم القذافي


أعلن الثوار في مدينة مسلاتة الواقعة على بعد مائة كيلومتر شرقي العاصمة الليبية طرابلس أن مدينتهم باتت محررة من نظام العقيد معمر القذافي، لتكون بذلك أحدث مدينة تتحرر من حكمه، فيما يسعى جاهدًا لاستعادة سيطرته على الأوضاع، للإبقاء على حكمه حتى النهاية.
وفي حين أكد الثوار الليبيون أنهم سيصمدون حتى رحيل القذافي، ذكرت أنباء أنهم تمكنوا من صدّ هجمات للكتائب الأمنية في كل من مصراتة والزنتان والزاوية في معارك استمرت حتى فجر الأربعاء.
وقال ضابط عسكري، إن الثوار الذين يسيطرون على شرق ليبيا يشكلون جيشا من المتطوعين والمنشقين على نظام العقيد الليبي، وإنهم سيتقدمون نحو طرابلس حين تتحرر من داخلها.
واستعد الثوار في بنغازي لصد هجمات جوية محتملة لقوات العقيد القذافي، وقام عدد من الجنود بتحريك بطاريات مضادة للطيران.
وأبلغ فارس زوي -وهو ضابط من الثوار برتبة نقيب- أن هناك أكثر من عشرة آلاف متطوع في أجدابيا الواقعة جنوب بنغازي.
وكانت مصادر متطابقة في بنغازي قالت إن غارات جوية لقوات القذافي استهدفت الاثنين مخازن ذخيرة في أجدابيا والرجمة الواقعة جنوبي بنغازي أيضا، وهما مدينتان أصبحتا تحت سيطرة الثوار.
في هذه الأثناء قال أطباء في مستشفى الجلاء بمدينة بنغازي (ألف كلم شرق طرابلس)، إن ما بين 220 و250 شخصا لقوا مصرعهم بالمدينة منذ منتصف الشهر الماضي.
يأتي هذا فيما تواصلت الاستعدادات في عدد من المدن الليبية التي تحررت من سيطرة القذافي لصد هجمات محتملة لهذه القوات، بعد تهديدات وصلت إلى الثوار من شخصيات مقربة من الزعيم الليبي.
وقال المعتصمون الليبيون في إحدى ساحات مدينة الزاوية غربي طرابلس، إن اللواء المهدي العربي أحد القادة العسكريين الموالين للقذافي نقل إليهم تهديدا من العقيد بقصف الساحة بطائرات حربية إن لم يتفرقوا.
وصرح الناشط السياسي خالد عمار من مدينة الزاوية لفضائية "الجزيرة" الثلاثاء،- أن الكتائب الأمنية الموالية للقذافي تستعد للهجوم على المدينة، ولم يستبعد أن يلجأ النظام لاستخدام سلاح الجو تنفيذا للتهديد الذي صدر عن القذافي.
وأوضح أن التهديد جاء عن طريق عمدة سابق للبلدية يدعى محمد برقوق عمل وسيطا بين الثوار والنظام الليبي الذي عرض على كل أسرة في مدينة الزاوية مبلغ 250 ألف دينار ليبي (أكثر من مائتيْ ألف دولار)، تعويضا لها عن مقتل أحد أفرادها مقابل التراجع عن موقفها.
كما أعرب سكان من مدينة نالوت عن تخوفهم من هجوم قد تشنه الكتائب الأمنية الموالية للقذافي، حيث أفادت مصادر محلية أن قوات عسكرية تطوق المنطقة الواقعة بالقرب من الحدود التونسية.
وفي مدينة مصراتة شرق طرابلس، قال شاهد عيان إن معركة جارية للسيطرة على القاعدة الجوية.
وفي منطقة تاجوراء الواقعة على المدخل الشرقي للعاصمة طرابلس، لا يزال الهدوء الحذر يسيطر على المنطقة في أعقاب الاحتجاجات التي شهدتها المنطقة الاثنين ضد نظام القذافي.
وكان شباب انتفاضة طرابلس أصدروا الاثنين بيانهم الأول الذي أكدوا فيه استمرار النضال حتى إسقاط النظام في ليبيا ورفضهم التفاوض معه، وأعربوا عن تأييدهم لمساعي تشكيل مجلس وطني مؤقت، ودعوا إلى وقفات احتجاجية عقب صلاة الجمعة المقبلة في كل مساجد البلاد.
وظلت مناطق غربي البلاد بشكل كبير في قبضة القذافي الذي فقد منذ الأيام الأولى للاحتجاجات الشعبية سيطرته على الأجزاء الشرقية من البلاد والتي أعلنت تحررها من حكم الزعيم الليبي.



كاتب المقالة :
تاريخ النشر : 02/03/2011
من موقع : موقع الشيخ محمد فرج الأصفر
رابط الموقع : www.mohammdfarag.com