المرأة لؤلوة مكنونة ودرة مصونة


الحمد لله خلقنا من نفسٍ واحدة وخلق منها زوجها، وبث منهما رجالاً كثيراً ونساء، أحمده تعالى وأشكره وأتوب إليه وأستغفره، أسبغ علينا من فضله نعماً وآلاءً، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، إقراراً بحقه وثناء، وأشهد أن نبينا محمداً عبد الله ورسوله، أفضل الخليقة بهاءً وأعلاهم سناءً، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه خيار هذه الأمة صفاءً ووفاءً، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم بعث الخلائق حساباً وجزاءً، وسلم تسليماً كثيرا

أما بعد

هذه رسالة لك أيها الأخ الحبيب والرجل اللبيب رسالة محب لك ، فأعرني قلبك وسمعك واسمع نصيحتى هذه لك ، لعل يكون فيها الصلاح والإصلاح ، بها أضع يديك على قدر المرأة وقدرها ومقامها وحقها.

فالمرأة أخي الحبيب  

جوهرة مضيئة .
 ودرة مصونة .
و لؤلؤة مكنونة .
رحيقها المحبة

التى تحاكي صندوقاً رُصَّ باللاليء المكنونة

 ألقي عبر شاطيء حياتك وفي طريق عمرك الذي لا يكون عامراً إلا بوجود امرأة فيه.

إنها أمك التى حملتك في بطنها في ظلمات ثلاث ثم أنجبتك وأرضعتك وربتك وسهرت عليك.

 إنها هي هي المرأة التى تكون أختاً لك التى تربت معك .وهي خالتك وعمتك هي ابنتك وزوجتك ، فلا تستطيع الهرب من هذه الحقيقة بأن المجتمع لا يصلح إلا بوجود هذا الكائن الرقيق الرحيم اللطيف الذي لا تلذ الحياة ولا تطيب إلا بوجدها فيه.

قالوا بأن المرأة نصف المكتب كذبوا ورب الكعبة، بل هي المجتمع بأسره وعماده الفقري ، ولا يصلح مجتمع إلا بها.

أتعرف أخي الحبيب ماهي المرأة؟

أنا أقول لك

المرأة: هي الزوجة والحبيبة والصديقة والعشيقة .

المرأة: هي الخليلة والصاحبة ورفيقة الدرب ونور المكان والأساس لكل بيت وأسرة.
المرأة:  هي النفس وروح الحياة التي تبعث السلام والراحة للجميع صغيرا وكبيرا يعتمد عليها في معظم الأمور دقها وجلها.

المرأة: هي صانعة العالم، فهي التي تستطيع أن تغيّر جيلاً بأكمله إن هي أرادت ذلك،
المرأة: هي الأم التي أعدت جيلاً جاهزاً لحمل الرايات وهي جامعة الحياة في البدايات والنهايات وعبق الذكريات وهي الأساس لكل مجتمع.
المرأة: هي الأخت الحنون والرفيقة والصديقة، هي السيدة صاحبة رسالة توارثتها جيلاً بعد جيل ونسجت خيوطاً من الوفاء وعهداً من الأصالة موثوق بعهود من الآصالة..

المرأة: هي الجدة التي زرعت التضحيات ليكون عنواناً من عناوين الوجود التاريخي والحضاري لأجيال تناقلته عبر العصور ونبراساً تستأنس به من حكايات الماضي الجميل.

المرأة: هي النشوة هي اللذة هي السعادة هي الهناء هي المتعة والمتاع الجميل.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الدُّنيا كلُّها متاعٌ، وخيرُ متاعِ الدنيا المرأةُ الصالحةُ).

وقال:  (أربعٌ مِن السَّعادةِ: المرأةُ الصَّالحةُ، والمسكَنُ الواسعُ، والجارُ الصَّالحُ، والمركَبُ الهنيءُ، وأربعٌ مِن الشَّقاوةِ: الجارُ السَّوءُ، والمرأةُ السَّوءُ، والمسكَنُ الضَّيِّقُ، والمركَبُ السَّوءُ). (قيل يا رسولَ اللهِ، أيُّ النساءِ خيرٌ؟ قال: التي تسرُّهُ إذا نَظَرَ، وتُطيعُهُ إذا أمرَ، ولا تُخالفُه في نفسِها ولا في مالِهِ بما يكرهُ).

فإذا كانت المرأة كذلك ، فأوصيك بها خير وإياك أن تظلمها أو تهجرها أو تعاملها بخلقا سيء أو غلظة ، بل عليك أن تراعيها وترعها وتدللها وتعطف عليها وترفق بها. فهى نبض القلب وشريان الحب ونبع الحياة هي الدم الذي يجري في العروق والنسمة التى يستنشقها الرجل ، هي ربيع عمرك وزهرة حياتك.

فأياك ثم إياك أن تهملها فتضيع من يدك. ثم تندم يوم لا ينفع ندم لأن المرأة لو كرهت الرجل وضاع الحب من قبلها لن يرجع مرة أخرى. ووقتها لا تجد إلا الحسرات.

وللحديث بقية

إذ إذن الله لي البقاء واللقاء

واخر دعونا أن الحمد لله رب العالمين

وصلى وسلم على نبينا المحب الأمين

ولا تنسونا من صالح الدعاء

 


كاتب المقالة : الشيخ / محمد فرج الأصفر
تاريخ النشر : 07/07/2021
من موقع : موقع الشيخ محمد فرج الأصفر
رابط الموقع : www.mohammdfarag.com