إقالة النائب السابق لمدير "أف بي آي" قبل أيام من تقاعده


أقال وزير العدل الأمريكي، جيف سيشنز، مسؤول مكتب التحقيقات الفيدرالي (أف بي آي)، أندرو ماكيب، الذي اتهمه الرئيس، دونالد ترامب، بالانحياز السياسي.

وقد أصدر سيشنز قرار إقالته، بعد تحقيق داخلي، جاء فيه أن ماكيب "سرب أخبارا وضلل محققين".

ونفى ماكيب الاتهامات، قائلا إنه مستهدف بسبب مشاركته في التحقيق في مزاعم تدخل روسيا في الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2016.

واتهم ترامب مرات كثيرة ماكيب بالانحياز للديمقراطيين، وأشاد على الفور بقرار سيشنز بإقالته.

وكتب ترامب في ديسمبر/ كانون الأول على حسابه بموقع تويتر ساخرا من الرجل الثاني في أف بي آي: "نائب مدير أف بي ىي، أندرو ماكيب يسارع الزمن للحصول عل تقاعد بمنحة كاملة، بقي أمامه 90 يوما".

لماذا إقالة ماكيب؟

قال سيشنز، الذي يشغل منصب وزير العدل، إنه اتخذ قراره "بعد تحقيق واسع ونزيه" في قضية ماكيب. وكان نائب مدير أف بي آي تنحى عن منصبه في يناير/ كانون الثاني، حتى ينتهي التحقيق.

وأضاف أن التحقيق الداخلي خلص إلى أن ماكيب "كشف معلومات لوسائل الإعلام دون ترخيص، ولم يكن صريحا في الكثير من المناسبات".

ولم تكشف تفاصيل التقرير، ولكن يعتقد أنه يشير إلى ترخيص ماكيب بإجراء حوار بين صحفي ومسؤولين في أف بي آي في أكتوبر/ تشرين الأول لتوضيح موقف المكتب من التحقيق في استعمال، هيلاري كلينتون، لبريدها الالكتروني الخاص، عندما كانت وزيرة للخارجية.

وجاء في بيان أصدره سيشنز الجمعة: "بناء على تقرير المفتش العام، ونتائج التحقيق في المسؤولية المهنية، وتوصيات الوزارة، قررت إنهاء مهام أندرو ماكيب فورا".

وكان ماكيب ينتظر الحصول على تقاعد بمنحة كاملة بعد قضائه 20 عاما في أف بي آي يوم الأحد، الذي يتزامن مع عيد ميلاده الخمسين.

ماذا كان رد ماكيب؟

أصدر ماكيب بيانا مطولا نفى فيه الاتهامات الموجهة له، ومنددا بما وصفها بأنها حملة للنيل من مصداقيته.

وشدد على أنه لم يخالف القانون عندما رتب حوارا في أكتوبر/ تشرين الأول 2016، وأنه قدم توضيحات وافية في التحقيق تؤكد صدقه.

وأضاف أن "القضية تتعلق بما يمكن أن يحدث عند تسييس القانون، فيتعرض موظفو الدولة إلى الهجوم، فيتحول الذين يفترض فيهم حماية مؤسسات الدولة إلى أدوات لتدمير هذه المؤسسات".

وقال: "الحقيقة أنني ضحية هذه المعاملة بسبب ما قمت به وما شهدته بعد إقالة جيمس كومي"، الذي كان مديرا لمكتب التحقيقات الفدرالي.

وكان كومي أقيل في شهر مايو/ أيار من العام الماضي، من قبل الرئيس بسبب إدارته للتحقيق في قضية هيلاري كلينتون.

وقال كومي بعدها أمام لجنة تحقيق في مجلس الشيوخ إن الرئيس طلب "ولاءه"، خلال إجراءات التحقيق في مزاعم تدخل روسيا في الانتخابات الرئاسية.

ويقول ماكيب إن تقرير التوصية بإقالته تم "تسريعه" بعدما أشار إلى أنه شهادته ستكون موافقة لشهادة كومي.

لماذا يعترض ترامب على ماكيب؟

دأب ترامب على انتقاد ماكيب، واتهمه بالانحياز. في التحقيق في قضيتي التدخل الروسي واستخدام هيلاري كلينتون لبريدها الالكتروني.

وأشار إلى دعم مالي حصلت عليه زوجة ماكيب، الديمقراطية، من عائلة كلينتون عندما ترشحت لمجلس الشيوخ في عام 2015.

ورد ماكابي بأن هو وعائلته يتعرضون "لحملة إعلامية" تهدف إلى تشويه سمعته، وأن تغريدة ترامب "فيها مبالغة وتضخيم كبير".

لماذا يحدث هذا الآن؟

تعرض سيشنز لضغوط من أجل اتخاذ قرار قبل تاريخ التقاعد الرسمي.

وقالت المكلفة بالإعلام في البيت الأبيضن سارة ساندرز، إن أي قرار بإقالته لابد أن يصدر عن المدعي العام، ولكن "نعتقد أن الأدلة ثابتة بأنه ارتكب أخطاء، وأن تلك الأخطاء مصدر قلق".



كاتب المقالة :
تاريخ النشر : 17/03/2018
من موقع : موقع الشيخ محمد فرج الأصفر
رابط الموقع : www.mohammdfarag.com