بين الزوجين .. للياقة أصول


بين الزوجين .. للياقة أصول

(النساء أولاً)، هذه المقولة لها قصة عجيبة، حدثت في إيطاليا في القرن الثامن عشر الميلادي، ومفادها، أنه كان هناك شاب من إحدى الأسر الغنية، في إحدى مقاطعات إيطاليا، وقع في حب فتاة من أسرة أقل منه في المستوى المعيشي، والطبقة التي ينتمي إليها.

اتفق الاثنان على الزواج، لكن الشاب لقي معارضة من قبل أسرته، والتي اضطرت لتهديده بعدم مباركة هذا الزواج.
تزايدت الضغوط على الشاب والفتاة، وقررا ألا يفرقهما إلا الموت، وبالفعل بعد أن كثرت الضغوط، خافا أن يفترقا وقررا الانتحار، وتوجها إلى صخرة عالية جداً ومطلة على البحر، عندها قررت الفتاه القفز أولا، ولكن الشاب منعها من القفز، بحجة أنه لا يستطيع أن يراها تموت أمامه، واتفقا على أن يقفز الشاب أولاً، وبالفعل قفز الشاب وسقط ومات، ولكن عندما رأت الفتاة هذا المنظر، غيرت رأيها وغدرت بالشاب، وعدلت عن مرافقته في الموت، ورجعت إلى البلدة،

وتزوجت شخصا آخر من طبقتها، وخانت حبيبها الذي ضحى بنفسه من أجلها.
وعندما علم أهل القرية بذلك، قرروا أن تكون النساء أول من يقوم بالأعمال، ومن هنا جاءت مقولة السيدات أولا "Ladies First"، وليس كما يظن الكثير من الناس، أنها دليل على الذوق والإتيكيت واللباقة والكياسة مع النساء.
المسلم وأصول اللياقة

ونسمع كثيرا، عن إكرام الحضارة الغربية للمرأة في أيامنا هذه، وذلك حين يفتح الرجل الغربي لزوجته، ولغيرها من النساء باب السيارة، لتركب حبا وكرامة، ويعلو صوت المنادين بتقليد الحضارة الغربية: أين ذوق الرجل المسلم؟ وأين اتباعه لأصول اللياقة؟
ولكن كثيرا منهم، يجهلون أن نبيهم محمدا - صلى الله عليه وسلم - فعل ما لا يخطر على بال أحدهم، في الحنو على المرأة واللطف بها، فحينما تزوج الرسول - صلى الله عليه وسلم - السيدة صفية بنت حيي، في سد الصهباء قادما من فتح خيبر، وعند العودة إلى المدينة، يقول أنس - رضي الله عنه -: فرأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحوي لها وراءه بعباءة، ثم يجلس عند بعيره، فيضع ركبته فتضع صفيه رجلها على ركبته، حتى تركب، ولسان حالها يقول: ركبتك لو سمحت.
وقد تزوج سلمان الفارسي - رضي الله عنه -، فدخل على زوجته، فسلم وجلس، وقال لها:

هل أنت مطيعتي في شيء آمرك به؟ فقالت: جلست مجلس من يطاع.
ما أحلى هذا الكلام، وما أعظم موقعه على القلوب والنفوس، وهناك كلمات إن ترددت في جنبات البيت، تحكم إغلاقه أمام شياطين الإنس والجن، وتستدعى تنزل الملائكة: بارك الله لك، جزاك الله خيرا، آسفة يا حبيبي، ليس لنا بعد الله إلا أنت، أنت تأمر، طلبك مجاب، من فضلك، لا أجد السعادة إلا في حضرتك، كل ما تشتريه وتحضره يدل على ذوق وجمال.
مثل هذه الكواكب النيرة في البيت، تشيع فيه رنة السعادة، ونور الهداية، وهناء العيش، وأنس القلوب



كاتب المقالة : مسلمه سلفيه
تاريخ النشر : 23/07/2013
من موقع : موقع الشيخ محمد فرج الأصفر
رابط الموقع : www.mohammdfarag.com