بوذيون يحاصرون قرية لمسلمي الروهنجيا.. لتنفيذ مذبحة


أطلق مواطنون من مسلمي الروهنجيا في أراكان رسالة استغاثة عاجلة عبر الإنترنت، تلقاها موقع "علامات"، تؤكد أن حركة "969" البوذية المتطرفة تجهِّز لارتكاب مذبحة بشعة في ذكرى مرور عام على إشاعة مقتل فتاة بوذية على يد المسلمين، الأمر الذي فجَّر أحداثًا دامية من العنف والقتل.

ونقلت وكالة أنباء الروهنجيا عن أهالي قرية كوني مو أن هناك ما يزيد عن ثلاثة آلاف بوذي متطرف يحاصرون القرية التي يقطنها مسلمون، حاملين السيوف والبلاطي والمفرقعات منذ صباح أمس الأربعاء؛ استعدادًا لاقتحامها وتنفيذ مذبحة جديدة.

وكشفت الاستغاثة عن استعداد حركة "969"، وحركة "786" المتطرفتين حاليًا للهجوم على قرية كوني مو جنوب أراكان، وسط حضور هزيل من قوات الأمن البورمية الذين يرقبون الأحداث دون تدخل لمنع المجزرة وحماية مسلمي الروهنجيا.

وذكر الأهالي في رسالتهم أنهم يتجمعون على كافة مداخل القرية لحمايتها؛ حيث إن الماء يحيط بها من كافة الجوانب.

وفي الوقت نفسه قام البوذيون بتحطيم قوارب أهل القرية لمنعهم من الهروب عند وقوع المذبحة، إلا أن سكان القرية قد أكدوا استعدادهم للدفاع عن قريتهم وأعراضهم وأبنائهم ضد العدوان البوذي الغاشم.

وناشد سكان كوني مو المجتمع الدولي بالتحرك لإنقاذهم من المجازر التي يرتب لها البوذيون تحت سمع وبصر حكومتهم وجيشها وأجهزة أمنها، مؤكدين أن من ضمن القيادات الأمنية الرسمية متطرفين بوذيين من أتباع حركتي: "969"، و"786" المتطرفتين.

جدير بالذكر أنه في أول يونيو من العام الماضي ذكرت وسائل إعلام رسمية في بورما أن حشدًا غاضبًا قتل عشرة مسلمين في ولاية راخين غربي ميانمار "بورما" مطلع الأسبوع الجاري، ردًّا على ما تردد بشأن قيام مسلمين بالاعتداء على امرأة من السكان المحليين.

وذكرت صحيفة (ذا نيو لايت أوف ميانمار) أن الحادث وقع في بلدة تاونجوب الساحلية بولاية راخين حوالي 200 كيلومتر غرب رانجون.

وكان قد تم توزيع منشورات صباح الأحد في بلدة تاونجوب تتهم بعض المسلمين باغتصاب وقتل امرأة يوم 28 مايو الماضي، واحتجزت الشرطة ثلاثة مسلمين يشتبه بتورطهم في القضية.

وأفادت الصحيفة الناطقة بلسان الحكومة بأن حشدًا يضم 300 شخص - ثار غضبهم بسبب حادث الاعتداء على المرأة - هاجم حافلة تقل بعض الركاب المسلمين من منطقة ثاندوي المجاورة إلى رانجون، مما أسفر عن مقتل عشرة أشخاص وتدمير الحافلة، مضيفة أنهم كانوا في طريق العودة إلى ديارهم.

وتدعي حكومة بورما أن الروهنجيا مهاجرون غير شرعيين، نزحوا إلى بورما إبان الحرب العالمية الثانية عام 1935 من بنجلاديش، وبررت الحكومة بذلك نزع مواطنة الروهنجيا عام 1982 وفق قانون تم إقراره من المجلس العسكري الذي انقلب على الحكم المدني عام 1962م.

وبدأت سلطات الدولة إجراء دراسات استقصائية عن أسر الروهنجيا في أعقاب العنف يونيو حزيران في "منغدو" ‏و"بوثيدونغ" و"سيتوي" (أكياب) ومناطق أخرى من الدولة، مع محاولة طمس هويتهم وإبدالها بالجنسية البنغالية.

ومنذ يونيو من العام الماضي تشهد ولاية أراكان ذات التمركز الإسلامي عنفًا طائفيًّا ضد عرقية الروهنجيا ‏المسلمة، حيث أغلقت جميع المساجد والمدارس الإسلامية، ومنع الناس من أداء صلاة الجماعة في المسجد أو في ‏المخيمات والمنازل.

إضافة إلى اعتقال عدد كبير من المسلمين وتعريضهم للتعذيب الجماعي، ووقوع حالات اغتصاب للنساء المسلمات ‏وابتزاز للأموال، حيث اضطر آلاف العوائل إلى ترك بيوتهم والهجرة إلى عدد من الدول المجاورة، في ظل صمت ‏عالمي، دون توفير أدنى حماية لهم.

وتتراوح أعداد المسلمين في ميانمار ما بين خمسة وثمانية ملايين نسمة، يعيش 70% منهم في إقليم أركان، وذلك من إجمالي 60 مليون نسمة هم تعداد السكان بالبلاد.

وفرضت الحكومات المتعاقبة ضرائب باهظة على المسلمين، ومنعتهم من مواصلة التعليم العالي، ومارست ضدهم أشكالاً مختلفة من التهجير الجماعي والتطهير العرقي، وإزاء هذه المعاناة يضطر مسلمو الروهنجيا إلى الفرار من ميانمار إلى الدول المجاورة.




كاتب المقالة :
تاريخ النشر : 30/05/2013
من موقع : موقع الشيخ محمد فرج الأصفر
رابط الموقع : www.mohammdfarag.com