ما هو حكم قرع الكؤوس والأكواب عند الشراب ؟


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

أولاَ :

 لا يوجد نص صريح في التحريم أو حديث صحيح في هذا الفعل وكل ما ورد من أحاديث نهي ليس لها أصل في كتب الحديث.

وذهب بعض أهل العلم أن التحريم  لا يكون إلا بسبب تشبه المسلم بفعل أهل الفسق وشُراب الخمور ، وقد نهينا عن التشبه بهم . فعن طاووس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( إن الله بعثني بالسيف بين يدي الساعة ، وجعل رزقي تحت ظل رمحي ، وجعل الذل والصغار على من خالفني ، ومن تشبه بقوم فهو منهم ) أخرجه ابن أبى شيبة وابن المبارك.

وقد ذهب الإمام أبو حامد الغزاليَ في الإحياء ، إلى حرمة الشراب الذي في الكؤوس التي قرعت ، فقال: (لو اجتمع جماعة ، وزينوا مجلسا ، وأحضروا آلات الشرب وأقداحه ، وصبوا فيها السكنجبين ، ونصبوا ساقيا يدور عليهم ويسقيهم ، فيأخذون من الساقي ويشربون ، ويحيى بعضهم بعضا بكلماتهم المعتادة بينهم ، حَرُمَ ذلك عليهم وإن كان المشروب مباحا في نفسه ؛ لأن في هذا تشبها بأهل الفساد) انتهى كلامه

وهذا الحكم  الذي ذهب إليه الإمام الغزاليً رحمه الله في حرمة المشروب حتى ولو مباحاً يحتاج إلى دليل لأن (مناط الحرمة)  دارت على القرع للكؤوس لأنه تشبه بشُراب الخمور ، أما إذا كان المشروب حلالاً فلا يحرم إلا بدليل صحيح ونص صريح .

ثانيا :

أما إذا فعله المسلم مع غير المسلمين ويريد بذلك التشبه بهم فهو آثم لا شك ، وإذا فعله مضطراً بحكم عاداتهم والشراب حلال فليس عليه إثم  ولا بأس في ذلك ، وخاصة إذا كان هناك مصالح ومنافع تعود على المسلمين في هذا الاجتماع ، فقد قبل عبد الله بن حذافة رضي الله تعالى عنه رأس هرقل ،و دفع إليه هرقل جميع أسارى المسلمين الذين عنده و كانوا (ثمانين رجلاً)
فعاد بهم إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه وعندما قصّ القصة على عمر قام و قبّل رأسه ، و قال له : يرحمك الله ، ما منعك إذ بلغ بك الجهد ما بلغ أن تأكل لحم الخنزير ، و أن تشرب الخمر ، فقال :و الله يا أمير المؤمنين ، لقد علمت أن ذلك موسّعاً لي فيه ، و لكنني كرهت أن يشمت الروم و هرقل بالإسلام و أهله.

هذا والله أعلى وأعلم



كاتب المقالة :
تاريخ النشر : 11/05/2013
من موقع : موقع الشيخ محمد فرج الأصفر
رابط الموقع : www.mohammdfarag.com