وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أولا:
اعلمي رحمك الله بأن أنواع الدماء عند النساء ثلاثة أنواع وهي :
1- دم صحة : وهو دم الحيض ، 2– دم مرض : وهو دم الاستحاضة ، 3- دم ولد : وهو دم النفاس
ولكل نوع له حكمه ، كما أن لكل امرأة عادتها ، فهذا علم كالبحر ليس له ساحل .
ثانياً:
الصفرة والكدرة سائلان يخرجان من المرأة أحياناُ قبل الحيض ، وأحياناً بعد الحيض ، وقد يخرجان في وقت الحيض .
والصفرة : ماء أصفر كما الجروح
والكدرة : ماء ممزوج بحمرة .
وهما كالصديد كما قال ابن حجر الهيثمي : وهما ماءان لا دمان.
حكمهما : اختلف أهل العلم في حكم الصفرة والكدرة على ثلاثة أقوال:
القول الأول : وهو قول المالكية والشافعية ، إنهما حيض ، ولأنهما خارجان من الرحم ، ومنتنا الريح ، وحكمهما حكم الحيض و أن ذلك هو الأصل.
القول الثاني : وهو قول ابن حزم الظاهري ورواية للشافعية، بأنهما ليسا بحيض مطلقا ، لأن الحيض عنده هو الدم فقط وهما ليسا بدم . ودليل ذلك حديث أم عطية رضي الله عنها قالت : ( كنا لا نعد الصفرة والكدرة بعد الطهر شيئاً ) رواه البخاري والنسائي وابن ماجه
القول الثالث : وهو على التفصيل :
هو : أن الصفرة والكدرة لها حالتان:
الحالة الأولى : زمن الحيض فذهب جمهور العلماء إلى إن الصفرة والكدرة في أيام الحيض حيض ، لأنه الأصل فيما تراه المرأة في زمن الإمكان ، ولأن عائشة رضي الله عنها قالت : ( كان النساء يبعثن إليها بالدرجة فيها الكرسف فيه الصفرة والكدرة ، فتقول لهن ، لا تعجلن حتى ترين القصة البيضاء ) رواه البخاري ومالك . وهي تريد بذلك الطهر من الحيض.
الحالة الثانية : أن ترى الصفرة والكدرة في غير أيام الحيض : فذهب الحنفية والحنابلة وهو الراجح خلافاً للشافعية والمالكية إلى أنهما ليسا بحيض ، ودليل ذلك حديث أم عطية رضي الله عنها قالت : ( كنا لا نعد الصفرة والكدرة بعد الطهر شيئاً ) رواه البخاري والنسائي وابن ماجه . فهذا فيه التصريح أن الصفرة والكدرة بعد ما ترى المرأة الطهر لا يعد شيئاً من الحيض ، وهذ هو الراجح والصحيح .
والله أعلى وأعلم