نيويورك تايمز: ترشيح الشاطر يعكس القلق الإخوانى من أبو إسماعيل


ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن صعود مرشحى الرئاسة فى مصر المنتمين إلى التيار الإسلامى المتشدد، يسبب العديد من القلاقل لدى جماعة الإخوان المسلمين، والتى تمكنت من خلال حزب الحرية والعدالة من الحصول على أغلبية المقاعد البرلمانية لأول مرة فى تاريخها منذ تأسيسها عام 1928.

وأوضحت الصحيفة الأمريكية أن المرشح السلفى حازم صلاح أبو إسماعيل يعد أبرز المرشحين من التيار الإسلامى السلفى، خاصة وأنه يتبنى موقفا عدائيا من كل من إسرائيل والولايات المتحدة، مضيفة أن المرشح الإسلامى قد تعهد بإلغاء معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية فى حالة وصوله إلى مقعد الرئيس فى مصر.

وأضافت الصحيفة أن أبو إسماعيل قد أبدى إعجابه الشديد بالنظام الإيرانى، معتبرا إياه نموذجا للاستقلالية الكاملة عن السطوة الأمريكية من خلال العديد من المواقف المناوئة للولايات المتحدة التى تبنتها الدولة الفارسية خلال السنوات الأخيرة.

وأضافت أن أبو إسماعيل قد أبدى – خلال برنامجه الانتخابى – قدرا كبيرا من القلق من الاختلاط بين الرجال والنساء فى أماكن العمل، وكذلك خروج النساء للعمل خارج المنزل، متعهدا بتحقيق الرفاهية لأبناء الشعب المصرى، إذا ما أدارت الدولة المصرية ظهرها للتعاون التجارى مع الغرب.

وترى الصحيفة الأمريكية أن الصعود غير المتوقع لأبو إسماعيل – والذى تحول خلال الأيام الماضية إلى المرشح الأوفر حظا بين كافة منافسيه –ربما يكون السبب الرئيسى الذى دفع الولايات المتحدة الأمريكية لتقبل القرار الذى اتخذته جماعة الإخوان المسلمين مؤخرا بترشيح المهندس خيرت الشاطر للانتخابات القادمة، رغم أن مثل هذا القرار يعد نقضا للوعد الذى سبق وأن اتخذته الجماعة منذ سقوط نظام الرئيس السابق حسنى مبارك بعدم خوض الانتخابات الرئاسية القادمة فى مصر.
وأضافت نيويورك تايمز أن الانتخابات الرئاسية فى مصر والمقرره فى مايو القادم، تبدو أنها ستكون بمثابة المعركة التى ستقتصر على مجموعة من المرشحين الإسلاميين فقط.

وأضافت الصحيفة أن الوعد الذى قطعه الإخوان فى البداية بعدم خوض السباق الرئاسى الأول بعد الثورة قد جاء لتهدئة المخاوف التى قد يشعر بها الغرب تجاه نوايا الجماعة من ناحية، وكذلك جنرالات المجلس العسكرى الحاكم فى مصر من ناحية أخرى، إلا أن صعود أبو إسماعيل والذى يعارض الاتجاه البراجماتى للإخوان، والذى يقوم على علاقات مستقرة مع كل من الولايات المتحدة وإسرائيل، كان سببا رئيسيا لإقدام الأخوان على تلك الخطوة.

وأوضحت الصحيفة أن أبو إسماعيل يعد تهديدا مهما لجماعة الإخوان المسلمين، والتى كانت تمثل الفصيل الإسلامى الوحيد على الساحة السياسية فى مصر، كما أن صعوده المتزايد قد يقوض جهود قيادات الجماعة التى تهدف فى المقام الأول إلى تخفيف مخاوف القوى الغربية من صعود تيار الإسلام السياسى إلى سدة الحكم فى البلاد.

وأضافت نيويورك تايمز أن صانعى السياسة الأمريكية قد اتجهوا إلى التحالف مع الإخوان الذين كانوا بمثابة الفزاعة بالنسبة لهم بالأمس القريب، وذلك لمجابهة التيار السلفى المتشدد والذى تصاعد بقوة فى المشهد المصرى بعد سقوط نظام الرئيس المصرى السابق، خاصة بعد الانتخابات البرلمانية الأخيرة والتى حصل فيها التيار السلفى على المرتبة الثانية من حيث عدد المقاعد البرلمانية بعد الإخوان المسلمين، وهو ما اعتبره عدد من الدبلوماسيين الأمريكيين بمثابة المفاجأة غير المتوقعة.

وأوضحت الصحيفة أن أحد مسئولى الخارجية الأمريكية، والذى رفض ذكر اسمه، قد أعرب عن تفهمه لقرار الإخوان المسلمين بتقديم مرشح رئاسى خلال الانتخابات القادمة، معربا فى الوقت نفسه عن الدعم الكامل لتلك الخطوة، إلا أن وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون قد رفضت الإدلاء بأى تعليق حول القرار الإخوانى، أثناء تواجدها بإسطنبول لحضور مؤتمر أصدقاء سوريا أمس الأحد، مؤكدة أن الولايات المتحدة تتابع كافة المرشحين الرئاسيين بمصر ومدى التزامهم بالحقوق الأساسية للأقليات الدينية والمرأة والمعارضين السياسيين.



كاتب المقالة :
تاريخ النشر : 02/04/2012
من موقع : موقع الشيخ محمد فرج الأصفر
رابط الموقع : www.mohammdfarag.com