كشف شهود عيان عن رؤيتهم 18 ثقبا بجثة محمد مراح، الذي دفن في مدينة تولوز الفرنسية، بعد جدال كبير حول رفض بلدية المدينة دفن مراح بها.
ونقلت صحيفة "الخبر" الجزائرية عن مقربين من محمد مراح شاهدوا جثته لدى تغسيلها، بعد أن تم تشريحها في مدينة بوردو، أن "وجه القتيل لم تبدُ عليه آثار الإرهاق لطول مدة محاصرته من دون أكل أو شرب، كما تم إحصاء 18 ثقبا في جسده ورأسه"، وهو ما يتفق مع ما ذكره والده من اتهامه للسلطات باستعمال القوة المفرطة معه.
وحول حقيقة سفره إلى أفغانستان وباكستان، قالت والدته "محمد لم يزر إطلاقا أفغانستان، وإنما زار باكستان بغرض مقابلة فتاة هي أخت لجارة باكستانية لهم في ليزيزار، وعاد بعدما انتهت صلاحية التأشيرة".
وقد تم دفن جثمان الشاب محمد مراح مساء الخميس بمقبرة كورنوباريو في تولوز، بعد مفاوضات عسيرة مع البلدية التي رفضت دفنه عقب تدخل جهات لم يتم تحديدها، اعترضت على دفنه بالمقبرة، وذلك بعدما رفضت الجزائر استقبال الجثة ودفنها.
وقد حضر الجنازة شقيقه عبدالغني وعدد من أصدقائه ورفاقه، وتم منع الصحفيين من دخول المقبرة، وأكد الحضور أن "الدفن جرى على الطريقة الإسلامية وصلى إمام صلاة الجنازة، وقد أطلق بعض الشباب السلفيين صيحات الله أكبر، ورحم الله الشهداء"، وخلال الدفن، كانت طائرة هليكوبتر تحوم حول المقبرة، وفي خارج المقبرة اجتمع أيضا أصدقاء محمد وجيرانه.
واستنكر أحد أصدقائه ويدعى إسماعيل تلطيخ سمعة محمد بالإرهاب، وقال "محمد كان يقصدني في الملهى الذي كنت أملكه شخصيا ولم يكن لا إسلاميا ولا متطرفا، كان شخصا عاديا .. محمد فرنسي مثل ساركوزي، وهو في بلده فرنسا، ومن حقه أن يدفن هنا في تولوز"، وساتنكر لتوظيف السياسي للقضية وقال "بدأنا حملة الرئاسيات باللحم الحلال ونحن اليوم مع محمد مراح وغدا بعد الانتخابات سيدفعوننا الثمن".
وكانت الجزائر قد رفضت منح الترخيص لدفن مراح بها، وتم إلغاء سفره المقرر أمس الخميس عبر طائرة الخطوط الجوية الجزائرية، وفسر مصدر موقف الجزائر بقوله "محمد مواطن فرنسي ومولود بفرنسا وارتكب فعلته في التراب الفرنسي وعليه لا علاقة للجزائر بقضيته، خصوصا وأن الأمر تطور من مجرد جريمة قتل إلى قضية إرهابيه وهو أمر ترفض الجزائر التعامل معه"
وكانت وكالة رويترز قد نقلت عن مصدر بالشرطة في وقت سابق اليوم أن القوات الفرنسية الخاصة اعتقلت 20 شخصاً في وقت مبكر من صباح اليوم، خلال مداهمة مناطق مشتبه بها لمن وصفتهم بـ"الإسلاميين المتشددين" في عدة مدن، منها تولوز التي شهدت الهجوم في وقت سابق هذا الشهر.