أنشأ نشطاء صفحة متخصصة في قياس مدى "شعبوية" الوزراء المغربيين، وسط جدل كبير بين الزوار، بين من يراها ممارسات طبيعية للوزراء، وآخرين يرونها مصطنعة لكسب تعاطف الناس وتمس بهيبة الدولة ورجالاتها.
فقد أنشأ النشطاء صفحة "أنا شعبوي" على "فيسبوك"، ونشرت صورًا مختلفة لعدد من وزراء الحكومة الحالية، خاصة وزراء العدالة والتنمية، بمعية مواطنين عاديين من أفراد الشعب، سواء في السوق أو في المطعم وغيرهما من الأماكن، حيث ظهر وزير التعليم العالي جالسًا على الرصيف برفقة أطفال وآبائهم الذين قدموا من أحد المناطق الفقيرة بالبلاد إلى الرباط للاحتجاج، كما نشرت صورة أخرى له وهو يشتري الخضار بنفسه في أحد الأحياء الشعبية في العاصمة.
كما نشرت صورة لوزير النقل وهو يتناول وجبة غذاء تتضمن صحنًا صغيرًا من "البيصارة"، في مطعم شعبي متواضع، وهو وجبة يقبل عليها الفقراء في فصل الشتاء، ونشرت أيضًا صورة لوزير العلاقات مع البرلمان وهو يحاول الرقص مع أفراد مجموعة "كناوة".
ونقلت الصفحة خبرًا عن نائب برلماني من حزب العدالة والتنمية، تخلى عن راتبه الشهري لصالح عائلات فقيرة، وصورة لنائب آخر يجلس على الأرض ويتناول وجبة الكسكس بمعية بعض البسطاء.
وتعليقًا على نعت هؤلاء الوزراء بـ"الشعبوية" يقول إدريس كرم الباحث في علم الاجتماع: إن الناس درجوا على أن يروا "مسؤولين سامين ليسوا من طينة الناس البسطاء ويعيشون في بروج عاجية، وبالتالي فأي تصرف مغاير عاد يصفه البعض بأنه "شعبوي" وتملق للشعب"، إلا أنه في المقابل لا يُنظر إلى السلوك المغاير بأنه تزلف لذوي السلطان والجاه، أو انحياز لشكل من أشكال السلوكيات.
واعتبر أن الذين يصرون على نعت الوزراء المذكورين بالشعبوية لا يريدون للبلد أن يأخذ مسارًا طبيعيًّا يليق به ويضعه بين مصاف البلدان التي تتوجه نحو الديمقراطية والمسؤولية.
وقد رفض عدد من المعلقين وصف هؤلاء بـ"الشعبوية"، قائلين: إنها "صفة قدحية ترمي أساسًا إلى تحقير عملهم وإشعاعهم وسط الناس" ومدافعين عن "سلوكهم المتواضع"، واعتبروا أن هذه التصرفات طبيعية؛ لأن الوزراء قريبون من الشعب الذي صوت لهم بكثافة في الانتخابات الماضية.
في مقابل ذلك انتقد البعض هذه المواقف باعتبارها وصولية وهدفها كسب ود المغاربة من أجل خوض المعارك الانتخابية المقبلة، خاصة الانتخابات البلدية القادمة، وأنها تمس بهيبة الدولة، لكون الوزير شخصية سياسية مسؤولة تجسد صورة الدولة.