المغرب: مسيرة 25 مارس رسالة للداخل والخارج في نفس الوقت


اختلفت آراء المغاربة حول السياق الذي أتت فيه مسيرة 25 مارس، والتي دعت لها "الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة" المقربة من جماعة العدل والإحسان، تضامنا مع القدس. فبينما اعتبرتها بعض الأصوات استعراضا للعضلات، اعتبر حسن بناجح، عضو الدائرة السياسية للجماعة في اتصال هاتفي مع "هسبريس"، بأن "عضلات" جماعة العدل والإحسان معروفة لدى القريب والبعيد، وليست في حاجة لاستعراضها. كما أن الوضوح الذي ألزمنا نفسنا به أمام الشعب يجعل رسائلنا لأي كان واضحة غير مشفرة، ونحن نملك من الوسائل والإمكانيات لفعل ذلك دونما الحاجة لاستغلال فرصة أو قضية تعتبر في تقديرنا خارج المزايدات وخطا أحمر أمام أي استغلال" .

وعن عدد المتظاهرين الذين حجوا لمدينة الرباط للمشاركة في مسيرة الرباط، والذي عرف تضاربا في التقدير بين العديد من المتتبعين، حيث قدره البعض بمائة ألف، وذكرت صحف أن العدد وصل إلى 50 ألف مشارك، في حين اعتبرته جهات لا يتعدى 7400 فقط، أكد بناجح في اتصال مع "هسبريس" بأن المسيرة التي نظمتها العدل والإحسان كانت مليونية وقد "فاقت كل المسيرات التي اعتبرت مليونية في تاريخ المسيرات بالمغرب، ويكفي أنها امتدت على طول حوالي خمسة كيلومترات حيث ختمت وأولها عند الملتقى الطرقي باب تامسنا في شارع النصر وآخرها في ساحة البريد".

وبخصوص الحضور الجماهيري الغفير، وكيف قرأته العدل والإحسان، ذهب بناجح إلى أن هناك عدة أسباب "يمكن أن نقرأ بها هذه الاستجابة الشعبية الفريدة من نوعها، أولها هو المكانة المميزة التي تحتلها فلسطين والقدس في قلب وضمير الشعب المغربي، وتعاطفه وتضامنه اللامشروط مع هذه القضية، ثم هناك مصداقية وتاريخ الجهة الداعية للمسيرة وهي "الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة"، المعروفة بمواقفها وانجازاتها ومشاركاتها في دعم قضايا الشعوب العربية والإسلامية، ولا يمكن للمغاربة أن ينسوا المشاركة المشرفة لوفد هذه الهيئة في قافلة الحرية وغيرها من الفعاليات المناصرة لفلسطين. وأعتقد أيضا أن مشاركة جماعة العدل والإحسان أعطت نفسا نوعيا للمسيرة".

وعن فحوى الرسالة التي تريد أن تقدمها العدل والإحسان من خلال المسيرة، كان جواب القيادي في الجماعة، كون المسيرة "بعثت برسالة واحدة للداخل والخارج" مضيفا في ذات الاتصال مع "هسبريس" : "إننا في جماعة العدل والإحسان نعتبر قضية القدس وفلسطين قضية عقيدة وإيمان، نتعبد لله بنصرتها والدفاع عنها، وهي في وجداننا، لا فرق بينها وبين قضايانا القطرية، نرفض وندين التطبيع مع الكيان الصهيوني أيا كان شكل هذا التطبيع ومستواه ومجاله، وأي كان المطبع وموقعه السياسي أو الاجتماعي، وأي كانت مبرراته. فلا مساومة في الحق ولا خيانة لإرادة الشعوب المسلمة في القطيعة مع الكيان الصهيوني المحتل".



كاتب المقالة :
تاريخ النشر : 26/03/2012
من موقع : موقع الشيخ محمد فرج الأصفر
رابط الموقع : www.mohammdfarag.com