أنصار الأسد يقتحمون السفارة السعودية بدمشق ويعبثون بمحتوياتها


حرَّك نظام الرئيس السوري بشار الأسد أتباعه للخروج في تظاهرات للتنديد بقرار الجامعة العربية تعليق عضوية دمشق الذي صدر في وقت سابق اليوم؛ حيث اقتحم محتجون سفارة السعودية، فيما حاول آخرون اقتحام سفارة قطر.
وذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية أن أعدادًا من المتظاهرين "اقتحموا مساء اليوم مبنى سفارة خادم الحرمين الشريفين في دمشق احتجاجًا على قرار جامعة الدول العربية تعليق عضوية سوريا في الجامعة".

وقام المتظاهرون بتكسير زجاج النوافذ وعبثوا بمحتويات السفارة.
وأشارت إلى أن مئات من السوريين تظاهروا في وقت سابق اليوم أمام مبنى سفارة المملكة بدمشق ورشقوها بالحجارة.
الرياض تستنكر:
وفي أول رد فعل سعودي رسمي، استنكرت وزارة الخارجية السعودية هذا الفعل من قبل المتظاهرين، وحمَّلت السلطات السورية المسؤولية عن حماية المصالح السعودية ومنسوبيها في سوريا.
ونقلت وكالة الأنباء السعودية عن مصدر مسؤول في وزارة الخارجية قوله: إنه عند حوالي الساعة السادسة مساء اليوم السبت الموافق 16/ 12 /1432هـ قامت مجموعة من المتظاهرين بالتجمهر أمام مبنى سفارة المملكة العربية السعودية في دمشق ورشقها بالحجارة, ثم أعقبوا ذلك باقتحام المبنى, ولم تقم القوات السورية بالإجراءات الكفيلة لمنعهم، حيث قاموا بالعبث بمحتويات السفارة والبقاء لفترة إلى أن تدخلت قوات الأمن السورية وأخرجتهم.
وأضاف المصدر أن حكومة المملكة العربية السعودية تستنكر بشدة هذا الحادث وتحمِّل السلطات السورية المسؤولية عن أمن وحماية كافة المصالح السعودية ومنسوبيها في سوريا بموجب الاتفاقيات والمعاهدات الدولية.

محاولة اقتحام السفارة القطرية:
وفي سياق ذي صلة، تظاهر مئات السوريين من أنصار نظام بشار الأسد مساء اليوم أمام السفارة القطرية في دمشق للاحتجاج على وقوفها ضد سوريا في جامعة الدول العربية.

ورشق المحتجون مبنى السفارة القطرية بالبيض والحجارة والزجاجات الفارغة. علمًا بأن السفارة القطرية في دمشق كانت قد علقت أعمالها واستدعت سفيرها في شهر يوليو الماضي.
وكانت جامعة الدول العربية قد قررت في وقت سابق من مساء اليوم تعليق عضوية سوريا في الجامعة لإجبارها على وقف عملياتها العسكرية ضد الشعب السوري.
أجواء من الفرحة أمام الجامعة:
في المقابل، سادت أجواء من الفرحة بين أبناء الجالية السورية والنشطاء المصريين المنضمين للتظاهرة أمام الجامعة العربية اليوم ترحيبًا بقرار الجامعة بتعليق عضوية سوريا داخل الجامعة العربية.
وذكرت تقارير صحافية محلية أن المتظاهرين أمام الجامعة قاموا بالاحتفال بالألعاب النارية وقرع الطبول وترديد الهتافات المطالبة بإسقاط نظام الأسد بالكامل.
على جانب آخر، قام المتظاهرون أمام الجامعة بعد عصر اليوم بالتوجه إلى سفارة سوريا بالقاهرة في مسيرة من ميدان التحرير إلى مقر السفارة بالدقي لإبراز مدى فرحتهم وترحيبهم بقرار الجامعة العربية؛ حيث رددوا شعارات تطالب بالقصاص من بشار الأسد "ما نهاب الموت لو جانا الأمن كله دم الشهيد راس الأسد محله"، كما وجهوا هتافات ضد مندوب سوريا لدى الجامعة العربية السفير "يوسف أحمد" قائلين "يا سفير يا عميل اطلع بره أرض النيل".
من جانبه، وصف خالد كمال عضو المجلس الأعلى لقيادة الثورة السورية وعضو المجلس الوطني قرار الجامعة بتعليق عضوية سوريا بأنه مُرضٍ للشعب السوري، ووجَّه الشكر للدول العربية وأمين عام الجامعة د/ نبيل العربي على موقف الجامعة اليوم, وتمنى أن يتم تفعيل هذا القرار خلال الأيام المقبلة والضغط على النظام الفاشي الذي يعاني منه الشعب السوري, وذلك لحماية المدنيين العزل الذين يقتلون ويذبحون كل يوم.
وعن رؤية المجلس لوضع سوريا ما بعد إسقاط نظام الأسد، قال "كمال": لا شك أن سوريا عانت خلال الأربعين عامًا الماضية من اغتصاب النظام لثروات الدولة, وأتصور أن سوريا حاضرة الشرق الأوسط وقلعة العرب قديمًا ستعود لمكانتها ولكنها مسألة وقت, فقط بعد إسقاط النظام ربما نعاني من الفوضى التي قد تحدث.
وأكد أن السوريين جميعهم متفقون على بناء دولة مدنية ولن يتم إقصاء أي أحد من أي طائفة أو عرق أو من المعارضة، مشيرًا إلى أن الأكراد سيأخذون كامل حقوقهم بعد سقوط الأسد, ولن يكون هناك تقسيم لسوريا.



كاتب المقالة :
تاريخ النشر : 13/11/2011
من موقع : موقع الشيخ محمد فرج الأصفر
رابط الموقع : www.mohammdfarag.com