تونس: النهضة يقود حكومة ائتلافية وسط انقسام العلمانيين


يتأهب حزب "النهضة الإسلامية" الذي يقوده الشيخ راشد الغنوشي لقيادة حكومة ائتلافية بعد فوزه في أول انتخابات حرة بتونس تجرى بعد الإطاحة بالرئيس زين العابدين بن علي، الذي عانى الحزب من انتهاكات إبان حكمه، بحسب النتائج الأولية لعملية فرز الأصوات للانتخابات التي أجريت الأحد.
وسعى الحزب لطمأنة العلمانيين في تونس والغرب المتخوف من صعود الإسلاميين إلى السلطة بتونس، من خلال دعوته إلى تشكيل تحالف مع حزبين علمانيين في ائتلاف مؤقت موسع يحكم البلاد.
وقال عبد الحميد الجلاصي مدير الحملة الانتخابية في تصريحات للصحافيين أمام مقر الحزب في وسط العاصمة التونسية: "النتائج الأولية أظهرت أن النهضة جاءت في المركز الأول"، وتابع: "لن ندخر جهدًا في إقامة حكومة ائتلاف... نطمئن المستثمرين والشركاء الاقتصاديين الدوليين".
وبينما كان يتحدث تجمع نحو 300 شخص في الشوارع وكبروا بينما بدأ آخرون يرددون النشيد الوطني التونسي.

وقالت زينب عمري وهي شابة محجبة خارج مقر حزب النهضة: "إنها لحظة تاريخية... لا أحد يمكنه أن يشك في هذه الانتخابات، النتائج أظهرت أن الشعب التونسي متمسك بهويته الإسلامية".
وتفاوتت ردود فعل المعارضة ما بين الترحيب والرفض لتشكيل حكومة ائتلافية، فيما تحدث مسئولون بحزب "النهضة" عن حزب "المؤتمر من أجل الجمهورية"، وحزب التكتل اليساري باعتبارهما شريكين محتملين في الائتلاف، وهو ما يساعد الحاكم على طمأنة العلمانيين في تونس.
وقال المنصف المرزوقي المعارض السابق الذي شغل حزبه "المؤتمر من أجل الجمهورية" المركز الثاني في الانتخابات طبقًا للنتائج غير الرسمية: إنه مستعد للتعاون مع النهضة وأحزاب أخرى.
وأضاف المرزوقي الذي أمضى سنوات في المنفى بفرنسا قبل الثورة التونسية في يناير لوكالة "رويترز": "أنا مع حكومة وحدة وطنية... نريد حكومة وحدة وطنية تكون بمشاركة أوسع الأطراف". وتابع: "هناك عديد من التحديات التي تواجهنا ويتعين على الطبقة السياسية أن تكون في مستوى الشعب التونسي الذي قدم درسًا استثنائيًّا للعالم".
لكن صعود حزب النهضة لقي تشككًا من البعض، وقالت مريم عثماني وهي صحافية عمرها 28 عامًا: "أشعر بكثير من الخوف والقلق بعد هذه النتيجة... حقوق المرأة ستتآكل... كذلك سنرى عودة الاستبداد بمجرد تحقيق النهضة أغلبية في المجلس التأسيسي".
لكن اتجاه "النهضة" لتشكيل ائتلاف ربما يساعد على طمأنة بعض معارضيه. وقال علي العريض وهو عضو في اللجنة التنفيذية للحزب: إنه مستعد لتشكيل تحالف مع حزب المؤتمر من أجل الجمهورية والتكتل وكلاهما حزب علماني.
وقال سمير بن عمر وهو عضو رفيع بحزب المؤتمر من أجل الجمهورية: إنه يرحب بتلك الخطوة. وأضاف: "نحن مستعدون لحكومة ائتلاف وطني على قاعدة برنامج سياسي موحد"، وتابع: "من الممكن أن تشكل النهضة وحزب التكتل وحزب المؤتمر من أجل الجمهورية الحكومة".
وأقر "الحزب الديمقراطي التقدمي" - أبرز حزب علماني ينافس "النهضة" - بالهزيمة، لكن نجيب الشابي رئيس الحزب قال: إنه لن يشارك في ائتلاف مع حزب "النهضة".

وأضاف لراديو موزاييك: إن حزب "النهضة" دعا إلى تشكيل حكومة ائتلافية إلا أن الحزب "الديمقراطي التقدمي" لا يرى داعيًا للمشاركة.





كاتب المقالة :
تاريخ النشر : 25/10/2011
من موقع : موقع الشيخ محمد فرج الأصفر
رابط الموقع : www.mohammdfarag.com