موقع الشيخ محمد فرج الأصفر || الصمت العربي وكبرياء الجرح
اسم المقالة : الصمت العربي وكبرياء الجرح
كاتب المقالة : منقول

من قلب الأمواج التثرى ... 
من تحت شجيرات الأرزْ .. ،

من عمق الأعماق المكلومة ...
عبر أنين الجرحى ..
في أرض الدفء...
حُرقت أعشاش السنّور ..
داستها أقدام التنين ..
قُتلتْ ... ذُبحتْ .. ،
والبعض .. تفجر كالبركانْ ...
جُدر حطمها الطغيانْ ..
نُسفت بضمير همجي البنيانْ ..
بأصابع قد صنعت من نارْ ..
بضمائر جردها الرحمنْ ..
عرّاها الخالق من حب الخيرْ ..
يسقيها ماء الشيطانْ ...
يا للعار ... !
قد ذُبح الخيرْ ...
* * *
علق كالطير المذبوحْ ...
مشدود كالشاة المنحور ..
بسكين الجزارْ ...
يا للعارْ ... !
ما كنت بأسعد حظا ..
من رجل مقتولْ ...
أو طفل أنقى ...
من تلج الأقدارْ ..
أطهر من كل الطهرْ ..
أجمل من شمس العمرْ ..
سطعت في مارس أيارْ .
* * *
ما كنت بأسعد حظا ...
من أم طعنتْ ...
في الأحشاءْ ...
فقدت كل الأشياءْ ..
حتى خمار الوجه المحصن لم يسرقْ ..
في زمن الرومْ ...
في عهد زبطرية .. وامعتصماهْ .. !
لو يفقد شيء من هذا ...
لم تُسلب أم الإسلامْ ...
لم تهتك أعراض الأسرى .. والقتلى ..
في حرب الأقزامْ ...
* * *
لكنّــــي ...
والقلب المتخن بالأحزانْ ...
يقتله الألم المشنوقْ ..
والصدر تمزق ..
من شدّ الطوقْ ...
أصرخ يا أمم العالمْ ..
يا هذا الجسد اللامحسوسْ ..
يا حجرا في قعر محيطْ ...
يكفى مهزلة ..
يكفيكم لعبا بدماء الناسْ ..
* * *
أرواح الشهداء الأشرافْ ..
أضحت في شرع العالم .. ،
فرس رهانْ ..
أمست في صالات الرقص .. ،
ورق قمارْ ..
حتى الأعراف انتُهكتْ ..
صلبتْ .. ‍!
شُنقتْ .. !
ماتت كل الأعرافْ ..
ماتت كل ضمائركمْ ..
لم يبق في قلب المرء .. ،
سوى الأنفاس
لُعبا أصبحتم يا سادهْ ...
آلاتٍ تحرق أجساد الناسْ ...
أجسادا تنخر من داخلها ..
تعفن ... تنتن .. ،
جردها الخالق .. ،
من كل الإحساسْ ..
أين ضمائركمْ .. ؟
أين ... وأين .. ؟
عبثا يا قلبي المسكين .. ،
يا سيفا في عين زماني ..
يا غصنا من باقي شجيراتي .. ،
قد توج قبري ..
* * *
عبثا أن تكتب أو تصرخْ ..
عبثا أن ترسم صورا للقتلى ..
في يوم الأرضْ ...
بل عبثا ... أن تجعل منك الأيام .. ،
رصاصا في العيد الآتي .. ،
* * *
آهٍ يا وطن الأحرارْ ..
يا أطهر أرض دنسها العالمْ .. ،
يا طيفا في صدر الأقوامْ ..
باعوك بأبخس ثمن ... ،
بل لا تكفى تلك الأثمان ..
حتى جعلوك اللعبة للأطفالْ ...
وطهارتك القدسية ..
دُفنت مع جثث القتلى ..
يطمسها ركام الأقذارْ ..
* * *
صبرا يا وطن الأحرارْ ..
لم تُخمد أنفاس الثورة ... ،
في جوف البركانْ ..
فالأرض الحبلى بالأحزانْ ..
يأتيها مخاض ... ونفاس ..
مع كل رصاصة غدر .. ،
يولد إحساسْ ...
وتعود الخيل الشرقية ..
من عمق العمقْ ..
تنبت من بطن الأرضْ .. ،
تحمل " سعدا " و " وليدا " ..
تحمل " عمرا " ..
تحمل إكليل الزيتون الأخضر ..
في عيد النصرْ

تاريخ الاضافة: 12/10/2011
طباعة