يروى ان رجلا كان يعمل ( جزارا ) وفى احد الايام خرج من بيته ومعه آلات الجزارة ( السكاكين و السواطير و......) وذهب ليمارس عمله وبعد ان انتهى من العمل واثناء عودته الى بيته حاملا آلاته الملطخة بالدماء مر باحدى الحوارى الضيقة وبعد خروجه من الحارة وجد جمعا من الناس يجرون وراءه ويمسكون به
نظر الرجل اليهم فى دهشة وقال :ـ ماذا تريدون منى ؟
ووسط ضجيج الحاضرين ومن بين كلماتهم استطاع الرجل ان يفهم لماذا قبض عليه
هناك قتيل داخل الحارة الضيقة التى خرج منها الرجل لتوه , وهم يتهمونه بقتلها واستشهدوا عليه بالآلات التى يحملها ويوجد عليها آثار الدماء
فشلت كل المحاولات التى بذلها الرجل لاقناعهم بالحقيقة وانه بريئ مما نسب اليه
وامام القاضى شهد الجميع عليه انه هو القاتل الحقيقى
حاول الرجل مرات ومرات ان يقنعهم بالحقيقة وانه ليس له علاقة بهذه الجريمة دون اى جدوى
حكم القاضى باقامة حد القتل عليه علنا امام الجميع
وحين احضر الرجل ليقام عليه الحد صاح باعلى صوته
وقال
انا برئ من دم هذا القتيل ولكنى استحق القتل لانى ارتكبت جريمة قتل منذ عشرين سنة والآن يقدر الله لى ان يقام على الحد
تعجب الجميع بينما استمر الرجل فى كلامه قائلا
كنت قد احببت امرأة حبا كبيرا ولم يرد الله ان يجمع بيننا ولم استطع الزواج منها ومر على ذلك سنوات وكان لى قاربا صغيرا اتكسب منه فى نقل البعض بين شاطئى النهر وفى يوم ركبت معى امرأةوولدها الصغير وفى وسط النهر قالت لى المرأة الا تعرفنى ؟ الا تذكرنى ؟ فلما امعنت النظر فى وجهها اذا هى نفس المرأة التى كنت احبها منذ زمن
وعلمت منها انها تزوجت وانجبت طفلها هذا
وقتها وسوس لى الشيطان فراودتها عن نفسها فأبت فهددتها ان لم تستجيب لى سأقتل ولدها ولكنها ابت ودافعت عن نفسها وعن ولدها ووقتها جن جنونى وتلبسنى الشيطان فأخذت ولدها ووضعت رأسه تحت الماء وهددتها اننى لن اخرجه الا اذا لبت طلبى . لكنها تمسكت بعفتها وشرفها ولم تستجب لى
وبينما انا كذلك اذ انقطعت انفاس الصغير ولما ادركت انه قد مات خشيت على نفسى الفضيحة فرميت المرأة فى النهر فغرقت وعدت انا الى الشاطئ
وكنت قد نسيت هذا الامر لكن الله لا ينسى والآن وبعد عشرين سنة يقام على الحد