في الوقت الذي يعقد فيه مجلس الأمن الخميس اجتماعًا لبحث الوضع بسوريا مع تصاعد ضغوط المجتمع الدولي على الرئيس بشار الأسد، قالت مصادر: إن الإدارة الأمريكية يتوقع أن تدعوه إلى التنحي عن السلطة يوم الخميس، وستتبعها مطالبة مماثلة من الاتحاد الأوروبي.
وبحسب المصادر التي قالت وكالة "رويترز": إنها تحدثت بشرط عدم ذكر اسمها، فإن الولايات المتحدة قد تضع أيضًا خططًا لفرض عقوبات أمريكية إضافية على سوريا بسبب القمع الوحشي للمحتجين الذين خرجوا للمطالبة بإنهاء حكم عائلة الأسد في سوريا الممتد منذ 41 عامًا.
وقالت المصادر: إن المطالبة الأمريكية بتنحي الأسد - الذي صعد إلى السلطة خلفًا لوالده قبل 11 عاما - قد تعلن الخميس وسرعان ما ستتبعها مطالبات مماثلة من آخرين أبرزهم الاتحاد الأوروبي.
وتقترب واشنطن من دعوة الأسد صراحة إلى الرحيل منذ أن بدأ المحتجون السوريون في التظاهر ضد حكمه في مارس، وكانت قد أحجمت في بادئ الأمر عن إصدار هذه المطالبة أملاً في أن يغير الرئيس السوري من طريقته وينفذ إصلاحات ديمقراطية، لكن يبدو أن المسئولين الأمريكيين فقدوا الأمل في هذا الاحتمال.
وفي الأسبوع الماضي ذكر مسئولون أمريكيون أن "أوباما" يتجه صوب الدعوة صراحةً إلى رحيل الأسد، لكنهم أوضحوا أنهم يريدون أن تتخذ دول أخرى خطوةً مماثلةً.
وقالت وزيرة الخارجية الأمريكية "هيلاري كلينتون" في مقابلة مع قناة (سي.بي.اس) الأسبوع الماضي: إن واشنطن تريد أن تطالب دولٌ أخرى أيضًا برحيل الأسد واتخاذ خطوات ملموسة ضد نظامه. وأضافت: إن بلادها "واضحة للغاية" في تصريحاتها حول فقدان الأسد للشرعية، وأنها تريد أن تتخذ أوروبا والصين "خطوات معنا" ضد سوريا.
وتأتي المطالبة المنتظرة من جانب الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، بينما يتوقع أن تقترح مسئولة حقوق الإنسان بالأمم المتحدة الخميس إحالة قمع سوريا للاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية إلى المحكمة الجنائية الدولية.
وكان دبلوماسيون أفادوا أن المفوضة العليا لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة ستطلب من مجلس الأمن الخميس أن تباشر المحكمة الجنائية الدولية تحقيقًا في القمع الدامي الذي يمارسه النظام السوري ضد معارضيه.
يأتي ذلك فيما أعلنت الأمم المتحدة في وقت متأخر الأربعاء أن الرئيس السوري أبلغ الأمين العام للمنظمة الدولية "بان كي مون" بوقف عمليات الجيش والشرطة ضد المحتجين.
وأضافت في بيان: إن "بان كي مون" عبَّر في اتصال هاتفي مع الأسد الأربعاء عن "الانزعاج لأحدث التقارير عن استمرار انتهاكات واسعة النطاق لحقوق الإنسان واستخدام مفرط للقوة من جانب قوات الأمن السورية ضد المدنيين في أرجاء سوريا، بما في ذلك حي الرمل في اللاذقية حيث يعيش بضعة آلاف من اللاجئين الفلسطينيين".
وأكد الأمين العام أن "كل العمليات العسكرية والاعتقالات الجماعية يجب أن تتوقف على الفور"، بحسب البيان الذي أشار إلى أن "الرئيس الأسد قال: إن عمليات الجيش والشرطة قد توقفت".
بدورها، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان الأربعاء أنها فرضت قيودًا على سفر الدبلوماسيين السوريين في الولايات المتحدة ردًّا على قيود مماثلة فرضت على دبلوماسيين أمريكيين في سوريا، إذن سيتعين على الدبلوماسيين السوريين التقدم بطلب الإذن قبل ميعاد سفرهم بسبعة أيام حتى يمكنهم السفر خارج منطقة العاصمة واشنطن.
ميدانيًّا، لم تتراجع عمليات قمع حركة الاحتجاج. وفي هذا الإطار قتل عشرة مدنيين الأربعاء في حمص وسط سوريا، فيما اعتقلت قوات الأمن نحو مائة شخص في المدينة ومحيطها وفق سكان والمرصد السوري لحقوق الإنسان.
واعتقلت قوات سورية مئات الأشخاص في إستاد رياضي باللاذقية الأربعاء، بعد أن داهمت منازل في أحد الأحياء السنية بالمدينة المحاصرة قامت خلالها باعتقال مئات الأشخاص ونقلتهم إلى الملعب الرياضي بعد هجوم بالدبابات استمر أربعة أيام لقمع الاحتجاجات.
واللاذقية لها أهمية خاصة بالنسبة للأسد الذي ينتمي إلى الأقلية العلوية في سوريا. ومسقط رأس الأسد في قرية إلى الجنوب الشرقي من المدينة التي دفن فيها والده، كما تسيطر عائلته وأصدقاؤه على ميناء اللاذقية وتجارتها.