قضت محكمة أمن الدولة الأردنية الخميس بالسجن لمدة خمس سنوات على عصام البرقاوي، الملقب بـ "أبي محمد المقدسي"، منظر تيار السلفية الجهادية بالأردن، والذي يعتبر الأب الروحي لزعيم تنظيم القاعدة في العراق أحمد فضيل نزال الخلايلة، الملقب "أبو مصعب الزرقاوي" الذي قتل عام 2006.
وجاء ذلك بعد أن أدانت المحكمة المقدسي بتهمتي القيام بأعمال لم تجزها الحكومة، وتجنيد أشخاص لإلحاقهم بجماعات "إرهابية"، لكنها قضت بعدم مسئوليته عن تهمة جمع أموال لدعم حركة "طالبان".
وأدانته المحكمة ثلاثة متهمين آخرين، حيث قضت بالسجن خمس سنوات خفضت إلى النصف على كل من إياد القتيبي وهو أستاذ جامعي معتقل منذ 23 سبتمبر الماضي، بتهمة جمع أموال، وأيمن أبو الرب لمحاولة العبور للعراق للالتحاق بجماعات "إرهابية".
 وقضت غيابيا بالسجن خمسة أعوام على بهاء الدين علان وهو فار من وجه السلطات الأردنية. وجميع هذه الأحكام قابلة للتمييز.
لكن المقدسي وصف التهم بـ "الباطلة" وقال في أعقاب النطق بالحكم، إن "هذه الأحكام لن تثنينا عن مواصلة الجهاد... وجهتم إلينا هذه التهم الباطلة لأننا وقفنا ضد الأمريكان الذين يقتلون إخواننا في أفغانستان".
وألقت السلطات الأردنية القبض على المقدسي في نوفمبر الماضي مع بقية المتهمين في القضية وقد تمت إحالتهم جميعا إلى محكمة أمن الدولة التي بدأت إجراءات المحاكمة في الشهر الأول من العام الحالي.
وهذه هي المرة الرابعة التي يمثل فيها المقدسي أمام محكمة أمن الدولة منذ عام 1994 حيث أدانت المحكمة المقدسي، إلى جانب الزعيم السابق لتنظيم القاعدة بالعراق أبو مصعب الزرقاوي –الذي قتل بغارة أمريكية في العراق عام 2006- بتهمة تشكيل "تنظيم بيعة الإمام" وحكم عليهما بالسجن 15 عاما، قبل أن يخرجا عام 1999 بعفو أصدره الملك عبد الله الثاني في بداية حكمه.
وعاد المقدسي للمثول أمام أمن الدولة عام 2000 فيما عرف بتنظيم "الألفية"، وقضت المحكمة ببراءته بعد عام من المحاكمة، ليعود للمثول مجددا أمام المحكمة فيما عرف بـ"تنظيم المفرق" الذي اتهم فيه مع عدد من الشبان بالتخطيط لمهاجمة قوات أميركية في الأردن قرب الحدود مع العراق، لكن المحكمة برأته مجددا.
وعادت المخابرات الأردنية لاعتقال المقدسي عام 2005 بعد ساعات من إجرائه مقابلة مع قناة الجزيرة ليمكث في السجن أكثر من ثلاث سنوات دون محاكمة. وخلال العامين الماضيين تم اعتقال المقدسي مرتين.
ويوصف المقدسي بأنه "الأب الروحي" لزعيم تنظيم "القاعدة" في العراق أبو مصعب الزرقاوي الذي قتل عام 2006. وكانا قد التقيا للمرة الأولى في أفغانستان عام 1989. وعاد الاثنان ليلتقيا في عمان ودخلا السجن سوية العام 1994.