تصاعدت حدة التوتر على الحدود بين كوسوفا وصربيا، مع إقدام مئات الصرب على مهاجمة مركز حدود وإضرام النار فيه وتدميره باستخدام دبابة مساء الأربعاء، بعد يومين من التوتر المتزايد المتعلق بخلاف جمركي بين الجانبين.
وأدانت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاترين اشتون في تصريح الأربعاء "بقوة" أعمال العنف "المرفوضة" التي اندلعت في شمال كوسوفا، على الحدود مع صربيا، ودعت البلدين إلى وضع حد لها "بدون تأخير"، مؤكدة أن "الحوادث الأخيرة مرفوضة".
وقالت اشتون إنها أعربت عن "قلقها" في اتصال هاتفي مع الرئيس الصربي بوريس تاديتش ومع رئيس الوزراء الكوسوفي هاشم تاجي ودعتهما إلى "تحمل مسئولياتهما"، وأضافت "إنه لأمر أساسي حاليا أن يعمد الطرفان إلى الحوار والى حل المسائل العالقة بدون تأخير". وتابعت أيضا "لا يمكن التسامح مع العنف"، مشيدة بالبعثة الأوروبية "يوليلكس" وكذلك بقوة كفور التابعة للحلف الأطلسي على الجهود التي بذلتاها لعودة الهدوء.
وكان مئات الشبان أضرموا النار مساء الأربعاء في مركز جارينيي مع صربيا، حسب ما ذكر التلفزيون الوطني الصربي "ار تي اس" الذي بث صورا لشبان مقنعين على ما يبدو أنهم من الصرب وهم يرشقون الزجاجات الحارقة على المركز الحدودي وقد دمروه بمساعدة دبابة.
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن شاهد عيان في اتصال هاتفي إن حوالى 25 شرطيا وعميلا جمركيا بمن فيهم رجال شرطة البعثة الأوروبية لجأوا إلى الجانب الصربي من الحدود. وقال المتحدث باسم البعثة الاوروبية نيكولاس هواتون إنه لم يسقط جرحى في هذا الحادث.
وأوضحت قوة الحلف الأطلسي في بيان، أن جنودها تعرضوا لإطلاق نار بالقرب من جارينيي، مشيرة إلى أنها عززت وجودها في القطاع مساء الاأبعاء للحؤول دون حصول حوادث جديدة.
ووجه الرئيس الصربي مساء الأربعاء نداء إلى الهدوء مبتعدا مع ذلك عن الذين دمروا المركز الحدودي. وقال في بيان إن "المتطرفين والهمجيين يتحركون ضد مصالح المواطنين الصرب وضد صربيا. هم ينضمون إلى المتطرفين في الجانب الألباني الذين يرغبون من خلال الأعمال الأحادية وأعمال العنف، في وقف عملية السلام والحوار بين بلجراد وبريشتينا".
في المقابل شن رئيس وزراء كوسوفا هاشم تاجي خلال مؤتمر صحفي هجوما عنيفا على بلجراد وحملها المسئولية عن أعمال العنف. وقال إن "إعمال العنف هذه كانت منسقة ومدارة من قبل أعلى السلطات السياسية في الحكومة" الصربية"، وأكد أن بريشتينا "ستفرض الأمن ودولة القانون" في شمال كوسوفا.
كان عام 1998 هو العام الذي لفت أنظار العالم بقوة إلى خطورة الأوضاع في كوسوفو حيث دخل جيش تحرير كوسوفو في صراع مع
وكان الجيش الصربي ارتكب مجازر وحشية ضد المدنيين الألبان في عام 1998 بعد أن صوت سكان كوسوفا على الاستقلال عن صربيا. وفي العام التالي 1999، شن حلف شمال الأطلسي غارات جوية على صربيا ما أرغمها على الانسحاب من كوسوفا. وفقدت بلجراد السيطرة الفعلية على الإقليم الذي وضع تحت حماية الأمم المتحدة والحلف الأطلسي الذي ينشر نحو 17 ألف عسكري فيه.
لكن في 17 فبراير 2008 أعلن الإقليم انفصاله عن حكومة بلجراد واستقلاله الأمر الذي رفضته الحكومة الصربية المركزية. فيما أيدت الاستقلال دول عدة من بينها الولايات المتحدة وعدد من دول الإتحاد الأوروبي والسعودية والبحرين واليمن والإمارات في حين رفضته روسيا بشدة. ولكي تصبح عضوا في الأمم المتحدة يجب أن تحصل على اعتراف 97 دولة.