انتقد البرنامج التليفزيوني البريطاني "بانوراما" تدريس مواد الشريعة ببعض المدارس الإسلامية الخاصة في بريطانيا، معتبرا هذه المواد "متطرفة" تحض على "معاداة السامية"، في أحدث مظاهر "الإسلاموفوبيا" المستمرة في بعض الدول الأوروبية والغربية.
لكن وزير التعليم البريطاني نفى من جانبه أن يكون هناك مواد تحرض على العنف أو السامية في المدارس الإنجليزية.
وأشار برنامج "بانوراما" الذي يبث على شبكة "بي بي سي" البريطانية إلى تدريس نحو 5 آلاف طالبا في مدارس إسلامية ببريطانيا مواد تفيد بأن اليهود "مسخوا قردة وخنازير" وأن عقوبة الزنى هي الرجم، وعقوبة السارق هي قطع اليدين والقدمين.
وأكد متحدث باسم البرنامج لصحيفة "الجارديان" البريطانية أن التلاميذ الذين تتراوح أعمارهم بين 6-18 عاما يتم تلقينهم "المنهج السعودي".
وأضاف: "هناك كتب للأطفال في سن السادسة تطلب منهم الإجابة عن سؤال: ماذا يحدث لشخص مات دون أن يكون مسلما؟؟ والجواب الصحيح هو "في النار".
كما يدعي المعدون أن هناك نصوصا أخرى بالكتب المدرسية في المدارس الإسلامية أن "الصهاينة يسعون للسيطرة على العالم للسيطرة على موارده"؛ الأمر الذي "يحرض على الكراهية ومعاداة السامية".
ويشير برنامج "بانوراما" إلى أن "معظم الكتب المدرسية تحذر الطلاب المسلمين من إقامة علاقات جنسية، موضحة أن "عقوبة الزاني هي الرجم بالحجارة أو الحرق بالنار أو القذف من هاوية".
وتعليقا على ما قاله المتحدث باسم البرنامج من أن بعض المدارس تدرس "المنهج السعودي" قال مايكل جوف، وزير التعليم: "ليس لدى رغبة في أن أتدخل أو انتقد التعليم الخاص بالسعودية".
وتابع جوف: "لكن من الواضح بالنسبة لي أنه لا يوجد مواد تحرض على العنف أو السامية في المدارس الإنجليزية.. إذا كانت موجودة فإن "أوفستد" (منظمة حكومية لمراقبة جودة التعليم في بريطانيا) سوف تقوم بإبلاغنا على الفور".
وفي رد مكتوب على ما أثاره برنامج "بانوراما" البريطاني نفى متحدث باسم السفارة السعودية في بريطانيا صلة بلاده بالمدارس الإسلامية قائلا: "إذا كانت هذه المواد تحرض على العنف فإنها لا تلق تأييدا من السفارة السعودية"، مضيفا: "مثل هذه المواد أعمال فردية لا صلة لنا بها".
وأشار في الوقت نفسه إلى أنه لا يجب الخلط بين مواد تدرس ضمن مناهج للتعريف بأمور الدين الإسلامي، وبين توظيفها في إطار ما، في إشارة منه إلى اعتبارها تحض على التطرف.
وتأتي الانتقادات لتدريس مواد الشريعة الإسلامية في المدارس الخاصة الإسلامية في بريطانيا واعتبارها تحض على التطرف في وقت تتواصل فيه بقوة مظاهر "الإسلاموفوبيا" أو العداء والتخويف من الإسلام في بعض الدول الأوروبية والغربية، مثل التشكيك في قدرة المسلمين على الاندماج في ألمانيا، وحظر النقاب في فرنسا والمآذن في سويسرا.
ويرى خبراء في الأقليات المسلمة بالغرب أن موجة الهجوم على الإسلام ترجع في جوهرها إلى خوف الغرب من أن هوياتهم الروحانية "الضعيفة" لا تستطيع الصمود أمام هوية الإسلام "القوية" ولا تنعكس في كافة مناحي الحياة خلافا للدين الإسلامي.
ويعيش في بريطانيا أكثر من 2 مليون مسلم من إجمالي عدد السكان البالغ عددهم أكثر من 60 مليون نسمة.