إن الحمد لله،
نحمده، ونستهديه, ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا،
ومن سيئات أعمالنا ، إنه من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي
له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده
ورسوله. فإن أصدق الحديث كلام الله، وخير الهدي، هدي
محمد ، وإن شر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة،
وكل ضلالة في النار
وبعــــــــد ...
فإن السبب الأول للكتابة في هذا الموضوع
هو بيان الحكم الشرعي من الكتاب والسنة حتى تكون كل امرأة مسلمة
على بصيرة من أمرها، وتعلم بأن هناك ما يحاك لها حتى تنغمس في الشهوات
وتغضب رب الأرض والسموات ،
والسبب الثاني كثرة اللغط فيه
والخوض دون علم بين مؤيد ومعارض ومحلل ومحرم ومبيح ومجرم.
تعريف
الختان
الختان: بكسر المعجمة وتخفيف
المثناة مصدر ختن أي قطع، والختن بفتح ثم سكون قطع بعض مخصوص من عضو
مخصوص. والختان
: اسم لفعل الخاتن ولموضع الختان .
ختان الذ
كر
هو قطع الجلدة التي
تغطي الحشفة، والمستحب أن تستوعب من أصلها عند أول الحشفة، وأقل
مايجزىء ألا يبقى منها ما يتغشى به شيء من الحشفة، والمستحق في الرجال قطع
القلفة، وهي الجلدة التي تغطي الحشفة حتى لا يبقى من الجلدة شيء متدل.
ويسمى ختان الرجل"إعذارا"
ختان المرأة
ختانها قطع جلدة تكون
أعلى فرجها فوق مدخل الذكر كالنواة أو كعرف الديك ، والواجب قطع
الجلدة المستعلية منه دون استئصاله. ويسمى ختان المرأة
"خفضاً".
الختان في
اليهودية
تضم التوراة عدة
نصوص عن الختان أهمها نص في سفر التكوين.
"وقال الله لإبراهيم وأما أنت فحفظ عهدي أنت ونسلك من
بعدك في أجيالهم. هذا هو عهدي الذي تحفظونه بيني وبينكم وبين نسلك من
بعدك. يختن منكم كل ذكر. فتختنون في لحم غرلتكم. فيكون علامة عهد بيني وبينكم. أيام يختن منكم
كل ذكر في أجيالكم. ويلد البيت والمبتاع بفضة من كل ابن غريب ليس من نسلك.
ابن ثمانية يختن ختانا وليد بيتك والمبتاع بفضتك. فيكون عهدي في
لحمكم عهداً أبديا. وأما الذكر الأغلف الذي لايختن في لحم غرلته فتقطع
تلك النفس من شعبها. إنه قد نكث عهدي". "فأخذ إبراهيم إسماعيل ابنه
وجميع مواليد بيته وجميع المشترين بفضته، كل ذكر من أهل بيته، فختن
لحم غلفتهم في ذلك اليوم عينه، بحسب ما أمره الله به. وكان إبراهيم ابن
تسع وتسعين سنة عندما ختن لحم غلفته. وكان إسماعيل ابنه
ابن ثلاث عشرة سنة حين ختن لحم غلفته. في ذلك اليوم عينه ختن إبراهيم
وإسماعيل ابنه. وجميع رجال بيته، سواء أكانوا مواليد بيته
أم مشترين بالفضة من الغريب، ختنوا معه".
الأغلف نجس: إن
نصوص التوراة تعد الأغلف "أي غير المختون"
نجساً. فهي تطلق كلمة الأغلف على غير اليهودي، وهي تعني الرجل غير
الطاهر الذي لايحمل علامة الانتماء لشعب الله المختار.
وفي سفر يشوع نقرأ
أن يشع ختن اليهود قبل دخولهم أرض الميعاد. وهكذا رفع عار المصريين عن
اليهود وتعيد علينا المشنا أن الغلفة نجسة، لأن الكتاب المقدس اليهودي
يعيب على الوثنيين عدم ختانهم. وكذلك حزقيال يمنع الأغلف
دخول الهيكل. وأشعيا يمد هذا المنع لكل مدينة أورشليم.
الأغلف لا
يُقبل زواجه من يهودية: والختان في التوراة يعد شرطاً للزواج. فلا يحق
أن يتزوج الأغلف من يهودية. كما أنه لا يحق لليهودي أن يأخذ امرأة من
جماعة غير مختونة.
"ونزل شمشون إلى تمنة ورأى امرأة في تمنة من بنات
الفلسطينين.فصعد وأخبر ويروى لنا سفر القضاة أباه وأمه وقال قد رأيت
امرأة في تمنة من بنات الفلسطينيين فالآن خذاها لي امرأة. فقال له أبوه وأمه
أليس في بنات إخوتك وفي كل شعبي امرأة حتى أنك ذاهب لتأخذ امرأة من
الفلسطينيين الغلف".
الأغلف لا يعاشر
لا في الحياة ولا في الموت: يعد الأغلف في نظر
اليهودي رجلاً نجساً. ولذلك لايحق معاشرته في مأكله، أو مشربه، أو دخول بيته،
أو أكل ذبائحه. ويمتد هذا عند الموت فيفصل بين اليهود وغير اليهود داخل
المقبرة. فلا يحق دفن غير المختون في مقبرة يهودية. وقد تم ختان اليهود
البالغين قبل دفنهم إذا وجدوا غير مختونين، كما حدث مع الذين هاجروا من
الاتحاد السوفييتي وماتوا في إسرائيل .
وقد نشرت جريدة
"جيروزليم بوست" عام 1993 خبراً يقول إن جمعيات الدفن
فى إسرائيل تختن الأموات قبل دفنهم دون إذن أهل الميت.
المبالغة
في أهمية الختان عند اليهود: هناك رواية يهودية
تقول : إن إبراهيم يقف يوم الدينونة
على باب الجحيم، فلا يسمح أن يدخل فى الجحيم أي شخص يحمل علامة الختان. ورواية أخرى تقول إن الله يغفر لليهود خطايا كثيرة بسبب
الختان. وإنه لن يحاكمهم فى الوقت نفسه الذى يحاكم فيه غيرهم من الأمم،
فالأمم تحاكم في ظلمة الليل، واليهود فى وضح النهار.
يوم الختان
عند اليهود: تفرض التوراة الختان في اليوم الثامن.
فإذا تم الختان فى اليوم السابع بدلاً من اليوم الثامن لا يعتبر هذا
الختان ختانا, بل جرحا كغيره من الجروح، والخاتن يأثم. وتشدد التوراة علي ضرورة احترام السبت وتعاقب علي استباحته
بالقتل.
ولكن رجال
الدين اعتبروا الختان أكثر أهمية من السبت باعتبار أن الأمر الإيجابي"يجب أن يختتن" يمر قبل الأمر السلبي"
لاتعمل يوم السبت".
فإذا وقع موعد
الختان يوم السبت، يحق لليهودي إجراء عملية الختان فيه، كما يحق أن يجري كل
التحضيرات اللازمة للختان.
ممارسة
اليهود لختان الإناث وإنكارهم ذلك: لايوجد أى ذكر
في الكتب المقدسة اليهودية لختان الإناث .ولكن؛ هل مارس اليهود ختان الإناث ؟ هذا ما يؤكد
عليه "سترابو" كما ذكرنا أعلاه
بينما يظهر أن "فيلون" ينفي ذلك.
ولكن؛ تبين الشواهد
بأنهم كانوا يختنون الإناث.
هناك أسطورة
يتناقلها الكتاب العرب عن اليهود تقول بأن سارة عليها السلام
ختنت هاجر عليها السلام. كما أن اليهود الفلاشة من
أصل حبشي يمارسون حتي يومنا هذا ختان الإناث. وقد نقل عنهم الرحالة الاسكتلندى "جيمس
بروس" في القرن الثامن عشر قولهم بأن ختان
الإناث كان منتشرا في القدس علي زمن الملك سليمان، وأنهم كانوا
يمارسونه هناك قبل مجيئهم إلى الحبشة. ويذكر
هذا الرحالة أن المبشرين الكاثوليك قد منعوا ختان الإناث في مصر بين
أتباعهم لاعتقادهم أنها عادة يهودية.
وكتب
"ريتشارد بيرتون" في القرن الماضي بأن
ختان الإناث كان جاريا بين اليهود الألمان حتى أيام
"رابي جيرشون" توفي عام 1028 الذي انتقده، معتبرا ذلك عملا
مخزيا . وقد أضاف "بيرتون"
بأن تلك العادة مازالت سارية في بعض القبائل اليهودية في زمنه.
من جهة أخرى؛ شارك
الأطباء اليهود مع غيرهم من الأطباء الغربين في بريطانيا
والولايات المتحدة في الدعاية لختان الإناث وممارسته بداية من القرن
التاسع عشر، خاصة تحت شعار مكافحة العادة السرية كان الفكر اليهودي أحد
دعائمها.
وللحديث بقية