كان أبو علقمة من المتقعرين في اللغة وكان يستخدم في حديثه غريب الألفاظ ،
وفي أحد الأيام قال لخادمه : أصقعت العتاريف ؟
فأراد الخادم أن يلّقنه درسا ،
فقال له كلمة ليس لها معنى
وهي : زيقيلم ،
فتعجب أبو علقمه ،
وقال لخادمه : يا غلام ما زيقيلم هذه ؟
فقال الخادم : وأنت ، ما صقعت العتاريف هذه ؟
فقال أبو علقمة :معناها : أصاحت الديكة ؟
فقال له خادمه : وزيقيلم معناها : لم تصح .
2 ــ وعاد ( زار ) أحدهم نحويا فقال له : ما الذي تشكوه ؟
فقال : حمّى جاسية
نارها حامية ، منها الأعضاء واهية ، والعظام بالية ،
فقال له : لا شفاك الله بعافية
يا ليتها كانت القاضية
وكان لبعضهم ولد نحوي يتقعر في كلامه فاعتل أبوه علّة شديدة أشرف منها
على الموت فاجتمع عليه أولاده وقالوا له : ندعو لك فلانا أخانا ، قال : لا ، إن
جاءني قتلني ، فقالوا : نحن نوصيه ألا يتكلم فدعوه ، فلما دخل عليه قال له : يا
أبتِ قل لا إله إلا الله ، تدخل الجنة ، وتفوز من النار ، يا أبتِ والله ما شغلني عنك
إلا فلان فإنه دعاني بالأمس فأهرس وأعدس واستبذج وسكبج وطهبج ودحلج
ولوزج وافلوذج ،
فصاح أبوهم غمضوني فقد سبق ابنى ملك الموت إلى
قبض روحي
وقع نحوي في كنيف، فجاء كناس ليخرجه، فصاح به الكناس ليعلم أهو حي أم لا، فقال له النحوي: اطلب لي حبلا دقيقاً وشدني شداً وثيقاً واجذبني جذباً رفيقاً،
فقال الكناس: امرأته طالق إن أخرجتك منه، ثم تركه وانصرف.
كان بعضهم يقرأ " ولا تـَنكحوا المشركين حتى يؤمنوا " بفتح التاء بدل ضمها ، فضحك أستاذه حتى وقع على قفاه وهو يقول له : أيجوز أن نَـنكِحهم إذا آمنوا ؟!
حكى العسكري في كتاب التصحيف أنه قيل لبعضهم: ما فـَـعَـلَ أبوك بحمارِهِ ؟ فقال: باعِــهِ ، فقيل له : لم قلت "باعِــهِ" ؟ قال : فلمَ قلت أنت "بحمارِهِ"؟ ... قال الرجل : أنا جررته بالباء ؟، فرد عليه بقوله: فلمَ تجرّ باؤك وبائي لا تجرّ !!؟.