قامت السلطات الصينية بإلقاء القبض على عناصر تابعة لطائفة "مسيحية" متطرفة، بتهمة نشر الإشاعات حول نهاية العالم المرتقب حدوثها في الواحد والعشرين من ديسمبر الحالي وفقًا لاعتقادات شعوب المايا.
ووفقًا لمسئول الأمن العام شمال غرب تشينغهاي، فإن الطائفة "المسيحية" المعروفة باسم" الرب الأعظم" قد استقت هذه الشائعات حول نهاية العالم الوشيكة من شعوب المايا، وهي تتنبأ باحتجاب الشمس وانقطاع الكهرباء لمدة ثلاثة أيام ابتداء من 21 ديسمبر الجاري.
وتشير السلطات الأمنية إلى أن الجماعة "المسيحية" تؤكد على أنها وحدها القادرة على إنقاذ حياة الناس، ولذلك فهي تروج لهذه الشائعات بالطرق على الأبواب أو مخاطبة الناس في الأماكن العامة.
وذكرت وكالة أنباء "شينخوا" الحكومية أنه تم اعتقال حوالي 100 شخص حتى الآن، بينهم 37 في تشينغهاي، و34 في مقاطعة فوجيان شرق البلاد، وقامت الشرطة الصينية بضبط عدد كبير من الأقراص والكتب والشعارات وآلات الطباعة.
هذا وقد أسست الطائفة عام 1990 في وسط الصين، وتفرض على عناصرها المنتمين لها بتسليم ممتلكاتهم وأموالهم للجمعية.
وفيما يتعلق بهذا التاريخ المذكور 21 ديسمبر 2012، فهو نهاية تقويم دام أكثر من خمسة آلاف سنة لحضارة المايا، وهم سكان القارة الأمريكية الأصليون، ويذكر بعضهم أن هذا التاريخ يتزامن مع نهاية العالم، ويشير البعض الآخر إلى أنه بداية عهد جديد.
يذكر أنه قد انتشر في عدد من بلدان العالم في هذه الآونة نبوءة بثها شعب "المايا" تفيد انتهاء العالم بحلول 21 ديسمبر الحالي، بسبب ارتطام كوكب ضخم يسمى "نييرو" بالأرض، لينهي كل أشكال الحياة عليها، وقد نشرت مجلة "تايم" الأمريكية أن حوالي 10% من سكان أمريكا يؤمنون بصدق هذه النبوءة عن شعب المايا.
إلا أن وكالة "ناسا" قد أكدت من خلال عمليات المراقبة المنتشرة وبتأكيد وتعاون وكالات الفضاء ومراكز البحوث العالمية على عدم وجود أي كوكب بالقرب من الأرض أو حتى مجرد أجرام سماوية بعيدة تتجه إلى الأرض بسرعات عالية جدًّا بحيث تصل إلى الأرض وترتطم بها خلال هذا الشهر.
وأضافت الوكالة أن كوكب "نييرو" قد ذاع الحديث عنه مع بداية الألفية الثالثة الحالية، وبرزت تنبؤات سابقة تنذر بأنه سوف يرتطم بالأرض عام 2003م، وينهي أشكال الحياة على الأرض، إلا أن شيئًا من ذلك لم يحدث.
ومن جانبها، قامت وكالة الفضاء الأمريكية بإصدار بيانات تبيِّن عدم صحة هذه النبوءة التي لاقت رواجًا في الوسط الإعلامي، ما أدى إلى تسارع الناس بعمليات تخزين لسلع عديدة، وتجهيز الملاجئ بكافة مستلزمات المعيشة انتظارًا لكوكب "نييرو".
جدير بالذكر أيضًا أن إدارة مخبأ "ستالين" في روسيا وهو متحف الحرب الباردة أعلنت في بيان لها منذ أيام على الإنترنت دعوة للراغبين في النجاة من نهاية العالم المرتقبة يوم 21 ديسمبر الحالي.
وأعلنت إدارة المخبأ والذي يقع على عمق 65 مترًا عن سطح الأرض ويبعد عن الكريملين بثلاثة كيلو مترات، عن ثمن التذكرة للفرد الواحد وهي: مليون ونصف مليون روبل للشخصيات الهامة، ونصف مليون للمواطنين العاديين، مشيرة في الوقت نفسه أن سعر التذكرة سوف يرتفع مع اقتراب يوم النهاية.
وعلى سبيل بث الاطمئنان لدى الراغبين في الاحتماء بالمخبأ، أعلنت إدارة المخبأ أن الفرد سوف يسترد نصف أمواله في حالة عدم انتهاء العالم.