أعلن المجلس العسكري الحاكم في مصر الحداد العام لمدة 3 أيام، اعتبارًا من اليوم الخميس وحتى السبت، وذلك في بيان أصدره، ونصَّ أيضًا على تشكيل لجنة للتحقيق في الأحداث الدامية التي شهدها إستاد المصري في مدينة بورسعيد - شمال شرقي القاهرة - عقب انتهاء مباراة المصري والأهلي في الدوري العام أمس الأربعاء، والتي راح ضحيتها 74 قتيلاً و284 جريحًا.
واجتمعت ليلة الخميس القوى السياسية والأحزاب وبعض المرشحين لرئاسة الجمهورية وبعض الائتلافات الثورية بمقر حزب الوفد للتعقيب على أحداث بورسعيد.
وعقب الاجتماع، ألقى رئيس حزب الوفد الدكتور سيد البدوي بيانًا طالب فيه مجلس الشعب بأن يتحمل المسؤولية كممثل للأمة في هذه المرحلة الحساسة والخطيرة، وأن يتخذ إجراءات تشمل "سحب الثقة من الحكومة الحالية، والتعجيل بانتخاب رئيس جديد للبلاد، وتحميل المجلس العسكري المسؤولية على كل ما يحدث بصفته المسئول عن حماية البلاد".
ويعقد مجلس الشعب المصري جلسة طارئة اليوم لبحث هذه الأحداث، وبالتزامن مع ذلك، يعقد رئيس الوزراء المصري كمال الجنزوري اجتماعًا عاجلاً للمجموعة الأمنية لمتابعة تطورات أحداث بورسعيد.
وأعلنت وزارة الداخلية المصرية إلقاء القبض على 47 شخصًا ويتم الآن التحقيق معهم، ونعت الشرطة المصرية أسر الضحايا، واعتبرت الواقعة "مأساة إنسانية".
من جهته، أعلن رئيس الاتحاد المصري لكرة القدم سمير زاهر إيقاف المباريات لأجل غير مسمى، فيما قال الاتحاد الدولي لكرة القدم: "إن ما حدث في بورسعيد يمثل يومًا أسود لكرة القدم".
وقدم كامل أبو علي - رئيس النادي المصري - استقالته، واستقالة مجلس إدارة النادي، وأعلن التلفزيون المصري استقالة اللواء أحمد عبدالله محافظ بورسعيد، واستقالة اللواء عصام سمك مدير أمن المحافظة.
وفاة مشجعي الأهلي المصري "غامضة" والإصابات لا تُحدث وفاة
كشف الدكتور إحسان كميل - رئيس مصلحة الطب الشرعي في مصر - أن الفحص الظاهري على 51 جثة من ضحايا مذبحة إستاد بورسعيد، والتي تم نقلها من بورسعيد إلى القاهرة مساء الأربعاء - يؤكد أن أسباب الوفاة "غامضة" وأن الإصابات الظاهرية لا تُحدث وفاة.
وقال الدكتور كميل: "هناك آثار طلقات نارية في بعض الجثث التي تم الكشف عليها، كما أنه توجد طعنات بأسلحة بيضاء".
إلى ذلك، أغلقت جماهير الألتراس ميدان التحرير من ناحية كوبري قصر النيل، وتوقفت حركة المرور بالميدان، فيما حضر الأمن بكثافة حول مقر مجلس الشعب المزمع عقد جلسة طارئة له في الحادية عشرة لبحث تداعيات أحداث بورسعيد.
جدير بالذكر، الدكتور الجنزوري يعقد حاليًا اجتماعًا بمقر مجلس الوزراء بشارع قصر العيني لبحث أسباب وتداعيات أزمة بورسعيد، وسط أنباء عن طلبات بالبرلمان لسحب الثقة من الحكومة.
وأسفرت الاشتباكات التي وقعت مساء الأربعاء عن مقتل 75 شخصًا وإصابة المئات، وتم نقل 51 جثة من الضحايا بطائرة عسكرية إلى القاهرة.
المباحث: توقعنا أحداث شغب لكن لم نتخيلها بهذه الشراسة
في تطور ذي صلة، ذكر العميد مصطفى الرزاز - رئيس مباحث بورسعيد - أنه تم وضع خطة أمنية محكمة قبل المباراة بين الفريقين، وكنا متوقعين أن تحدث أحداث شغب في المباراة بين الجماهير، ولكن لم نكن نتوقعها بهذه الشراسة.
وقال: "المفاجأة كانت صادمة لقوات الأمن، عندما تدافع آلاف المشجعين إلى الملعب، وقد تم التحفظ على 45 من الجناة في هذه الأحداث، ونحن في طريقنا للوصول إلى جناة آخرين خلال الساعات القادمة" وأوضح أن الكاميرات وشرائط الفيديو ستكون إحدى أدوات البحث.
وبسؤاله عن أسباب وفاة هذا العدد الكبير، أشار أن أسباب وفاة 75 شخصًا ترجع في معظمها إلى التدافع، والبعض منها كان راجعًا لأسباب أخرى مثل الضرب.
وردًّا عما أثير عن أن مشجعي النادي المصري كان بحوذتهم شوم وأسلحة بيضاء قال: "إنها لم تكن شومًا، بل عصيان الأعلام التي استخدموها في الضرب".