في محاولة لتحسين صورة المجلس العسكري الذي يتولى السلطة في مصر، قام المشير حسين طنطاوي، رئيس المجلس، بإحالة مدير إدارة الشؤون المعنوية في القوات المسلحة المصرية، اللواء إسماعيل عتمان، للتقاعد.
وهذا القرار هو الأول من نوعه منذ أن تولى المجلس العسكري إدارة شؤون البلاد، بعد تخلي الرئيس السابق حسني مبارك عن منصبه في 11 فبراير الماضي، بعد اندلاع الثورة.
ويأتي القرار في ظل انتقادات متصاعدة للمجلس العسكري بسبب قتل محتجين، واتهامات بتقويض الثورة المصرية.
وقال مصدر بوزارة الدفاع المصرية إن عتمان، البالغ من العمر 60 عاماً، أحيل للتقاعد، وإن مدير سلاح المدفعية اللواء أحمد أبوالدهب، سيشغل المنصب خلفاً له.
وأضاف المصدر أن المجلس رأى أن صورة القوات المسلحة في وسائل الإعلام قد عانت خلال العام الماضي. موضحًا أن «القرار يهدف لجلب قيادة جديدة لتحسين أداء القوات المسلحة للتعامل مع الاعلام».
وأشار المصدر، بحسب رويترز، إلى أن القرار صادر من رئيس المجلس العسكري، المشير محمد حسين طنطاوي.
أسباب إقصاء عتمان:
ونسبت تقارير صحافية إلى ما وصفته بمصدر مقرب من المجلس العسكري أن «المشير لا يتخلى عن رجاله، ولم يكن ليقصى عتمان الآن لولا خطورة الموقف».
وأرجع المصدر إنهاء خدمة عتمان، إلى استياء بالغ من المشير طنطاوى وأعضاء المجلس بسبب إخفاق المسؤول الأول عن الإعلام العسكرى فى تحسين صورة المجلس العسكري فى أثناء الأزمات العديدة التى تعرضت فيها سمعة الجيش للخطر، وفشل عتمان فى تبرير مواقف المجلس العسكرى أمام الرأي العام المصري سواء فى ما يتعلق باتهامات استخدام العنف ضد المتظاهرين أو اتهامات حول فشل المجلس فى العمل السياسي وإدارة البلاد.
وقال المصدر نفسه إن عتمان نجح فى إقناع المجلس العسكري بإعادة وزارة الإعلام وتنصيب المحرر العسكري أسامة هيكل وزيرا للإعلام، على اعتبار أنه سيسيطر على الإعلاميين والصحفيين ويخدم سياسات المجلس، لكن عتمان فشل وخرج هيكل بعد شهور قليلة تضررت فيها صورة الجيش والقوات بشكل غير مسبوق بسبب تعمد عتمان إظهار الرفض الشعبي لأخطاء المجلس العسكرى بأنه رفض للجيش ورجاله.