واصلت كتائب الرئيس السوري بشار الأسد ممارساتها الدموية تجاه المدنيين رغم مراقبة وفد من الجامعة العربية للاوضع في البلاد.
فقد سقط 400 قتيل فى سوريا منذ بدء مهمة مراقبى الجامعة العربية فى 26 ديسمبر الماضى، بحسب تصريحات السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة سوزان رايس، عن مساعد الأمين العام للمنظمة الدولية للشئون الإنسانية بى لين باسكو.
باسكو أدلى بهذه المعلومات خلال اجتماع لأعضاء مجلس الأمن الدولى خصص لبحث الوضع فى سوريا, وفقا لرويترز.
وتحدثت الأمم المتحدة حتى الآن عن مقتل ستة آلاف شخص على الأقل فى سوريا منذ بدء التظاهرات المناهضة لنظام الرئيس بشار الأسد فى مارس الفائت.
وكانت العضو في المجلس الوطني السوري بسمة قضماني قد أكدت خلال مؤتمر صحافي عن قناعتها بأن الخطاب الذي ألقاه الرئيس السوري بشار الأسد اليوم تضمن تحريضًا على العنف، وتلويحًا بالحرب الأهلية.
وقالت بسمة: "الخطاب اشتمل على كلام عن التقسيم الطائفي الذي يؤججه النظام نفسه ويشجع عليه".
وأضافت: "ما يقلقنا اليوم هو ان هذا الخطاب يشير بقدر كاف من الوضوح الى ان النظام يتجاهل كلية المجتمع الدولي، وهذا مؤشر إلى أننا نتجه نحو ممارسات أكثر إجرامًا وأكثر تهورًا من قبل النظام في الأيام والأشهر المقبلة".
وقد جاء خطاب الرئيس السوري بعد يومين على تسليم رئيس بعثة المراقبين العرب إلى سوريا تقريره الأولي عن الأوضاع هناك إلى اللجنة الوزارية العربية في القاهرة، وبعد عشرة أشهر من بدء التحركات الاحتجاجية في البلاد.
وفي سياق متصل قال الناشط السياسي والمسئول الإعلامي عن تجمع "الشارع السوري"، مهند عمر: "الخطاب يأتي متسقًا مع استمرار قوات الأمن والجيش في اقتحام المدن واعتقال المدنيين وقتلهم".
وأضاف: "الخطاب بمجمله للأسف كان موجهاً إلى الخارج لاسترضائه، فيما تجاهل الوضع الداخلي، والثورة المشتعلة في البلاد استمرار للمؤامرة الخارجية، وعدّ الثوار السوريين أذرعًا لهذه المؤامرة".
وأردف عمر: "هذا الخطاب الذي تغنى بالحوار سيكون سببًا مباشرًا لتمسك ثوار سوريا بمطالبهم، المتمثلة في إسقاط النظام عبر تفكيك الدولة الأمنية، والانتقال نحو الدولة الديموقراطية".
وكان مراقبون قد أكدوا أن النظام السوري اتخذ قرارًا لا رجعة فيه باستخدام كل الطرق الممكنة لإجهاض الثورة السورية المطالبة بالحرية والديمقراطية والتغيير، وأن قبوله المبادرة العربية وتوقيعه على البروتوكول الخاص ببعثة المراقبين العرب كان لكسب الوقت، ومحاولة إجهاض الثورة.