رأى مسئول أمني أمريكي بارز أن الأعوام العشرة الماضية كشفت قدرة تنظيم القاعدة على مواصلة إثارة قلق الولايات المتحدة بضربات قوية بدأت بهجمات الحادي عشر من سبتمبر عام 2001، وأثبت التنظيم قدرته على التكيف مع تغيرات الأوضاع.
وقال المسئول الأمني في مقال له بصحيفة واشنطن تايمز: "أعضاء التنظيم وأنصاره لم يركنوا للقعود في أماكنهم ليُذبحوا فيها، بل وجدوا وسيلة للبقاء والتمدد في ملاذات آمنة جديدة كاليمن والصومال وشمال أفريقيا، وبناء عليه فإن الخطر الماثل والمرتبط بالقاعدة لم يتبدد بل تبدل وتحور وتمدد".
وأضاف: "توجد نقاط تشابه وتباين بين واقعة ريتشارد ريد الذي كان يخفي متفجرات في حذائه وهو على متن طائرة مدنية متجهة إلى مدينة ميامي الأمريكية من باريس، بنية تفجير نفسه وبقية ركاب الطائرة قبل عشر سنوات، وبين حادثة عمر الفاروق الذي كان يخبئ متفجرات في ملابسه الداخلية أثناء رحلة طيران من أمستردام إلى ديترويت قبل عامين بهدف تفجيرها بمن فيها".
نظرة تحليلية للتشابه في طبيعة الهجمات
وقال ميتشيل سيلبر - مدير إدارة تحليل المعلومات الاستخبارية بشرطة نيويورك ومؤلف كتاب عن القاعدة- : "نقاط التشابه والتباين تلك تكشف لنا طبيعة الخطر الذي يتهدد الغرب من ذلك التنظيم".
وأضاف سيلبر في مقاله: "هناك بعض نقاط التشابه بين الواقعتين واضحة وتتمثل في أن المواضع المستهدفة تكون عادة جاذبة للانتباه، وأن المحاولات تقع في موسم العطلات لضمان أقصى قدر من الاهتمام الإعلامي، والقدرة الإبداعية في إخفاء أجهزة التفجير الشخصية البدائية (في الأحذية والملابس الداخلية) حتى يتسنى إيقاع أكبر عدد من الضحايا والدمار في الرحلات الجوية القادمة إلى الولايات المتحدة".
وأشار إلى أن هناك تشابها أقل لكنه مهم في ذات الوقت يتمثل في الخلفيات التي جاء منها المهاجمون وأنها ليست مصادفة أن كلتا الواقعتين أعلاه تورط فيهما رجلان اعتنقا هذا النهج في الغرب وتحديدًا في لندن.
وتحدث سيلبر عن تمدد مركز التنظيم مشكلاً بذلك تحالفًا فضفاضًا في شكل جماعات مثل القاعدة في جزيرة العرب، وطالبان باكستان، ولشكر طيبة، والشباب المجاهدين في الصومال والقاعدة في المغرب الإسلامي وغيرها.
وخلص المقال إلى أنه وإن كانت القيادة المركزية للقاعدة قد أضيرت بعد مقتل أسامة بن لادن، أو ضعف ظهورها بسبب ضربات الطائرات بدون طيارين، فإن الفروع الأخرى في الشبكة ستسعى للظهور بل ربما تتجاوز قدرة المركز على تهديد للغرب.