أمر مدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلية "رافى باراك" بإقالة نائب السفير الإسرائيلى فى واشنطن "دان أربيل" من منصبه، وذلك فى خطوة غير مسبوقة بعد أن أثبت تحقيق أجراه جهاز الأمن العام الإسرائيلى الداخلى "الشاباك" مسئوليته عن تسريب معلومات أمنية حساسة إلى أحد الصحفيين الأمريكيين.

وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية إنه من خلال برقية سرية أرسلت إلى جميع سفارات إسرائيل فى العالم أكد "رافى باراك" إنهاء مهام "أربيل" بسبب التسريب بالرغم من خبرته الكبيرة.

وأشارت يديعوت إلى أن حادث التسريب وقع قبل عامين أى قبل شروع أربيل فى مهمته الدبلوماسية الحالية فى واشنطن، وكان التسريب على ما يبدو بتأكيد تلفونى أعطاه أربيل لأحد المراسلين السياسيين فى الصحافة المطبوعة الأمريكية لإجراء لقاء معين ولكنه لم يعطى وثائق أو تفاصيل إضافية.

وانتقد مسئولون بوزارة الخارجية الإسرائيلية قرار إقالة أربيل معتبرين إياها جزءاً من حملة ما أسموه بـ "صيد الساحرات" الجارية فى الوزارة فى الفترة الأخيرة والتى تستهدف خصيصاً كل من يتواصل مع مندوبى وسائل الإعلام.

وقالت مصادر دبلوماسية إن إسرائيل أعادت نائب سفيرها فى واشنطن فيما يتصل بتسريب مزعوم لمعلومات لوسائل الإعلام عن مناقشات سرية متعلقة بالولايات المتحدة عام 2009.

وأضافت المصادر أن دان أربل الذى كان سابقا نائبا لمدير إدارة شئون أمريكا الشمالية فى وزارة الخارجية الإسرائيلية أقيل من المنصب بعد أن برأت أجهزة الأمن ساحة دبلوماسى كبير آخر له صلة بالقضية.

وقالت إيلانا ستاين المتحدثة باسم وزارة الخارجية الاسرائيلية "ستتم إعادة مسئول كبير بعد إنهاء فترة خدمته" ووصفت الخطوة بأنها غير معتادة لكنها أحجمت عن التحدث عن الملابسات أو تحديد هوية المسئول.

وقال مصدر دبلوماسى إن التسريب المزعوم كان لمراسل إسرائيلى فى أوائل عام 2009 وهو العام الذى تولى فيه الرئيس الأمريكى باراك أوباما الحكم فى يناير وتسلم فيه رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتانياهو مقاليد رئاسة الوزراء فى مارس.

وكان المشتبه به السابق فى التسريبات المزعومة الون بار يشغل فى ذلك الحين منصب نائب مدير الشئون الإستراتيجية فى وزارة الخارجية وتنطوى معظم مهام صاحب هذا المنصب على متابعة الشئون الإيرانية. وبعد إيقافه عن العمل تم تعيينه سفيرا لدى اسبانيا.

وعبر معلقون إسرائيليون عن قلقهم بشأن حرية الصحافة فى ظل الحكومة الائتلافية المحافظة. ووزير الخارجية فى هذه الحكومة أفيجدور ليبرمان قومى متطرف يميل الى التصريحات العنيفة وتدب خلافات سياسية متكررة بينه وبين نتانياهو.