حرضت إيطاليا سكان العاصمة الليبية طرابلس على الانتفاض ضد العقيد معمر القذافي، وذلك بالتزامن مع ما يحققه الثوار من اختراقات على الأرض، كان من آخرها بسط سيطرتهم على الجزء الأكبر من زليتن الواقعة غرب طرابلس.
جاء ذلك على لسان وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني الذي قال في لقاء تليفزيوني: "نأمل أن يفهم سكان طرابلس، الذين بدؤوا للأسف في الفرار، أن النظام أضر بشعبه، وسيلتحقون عندما يحدث ذلك بعملية سياسية لقطع هامش المناورة عن نظام القذافي".
وتحدث عن انشقاقات متزايدة داخل النظام، وعن تقدمٍ للثوار نحو طرابلس.
وكانت تربط إيطاليا وليبيا علاقات سياسية اقتصادية وثيقة قبل بدء الثورة التي سمحت روما بعدها باستعمال قواعدها لإطلاق الحملة الجوية الغربية.
في غضون ذلك، أعلنت مصادر الثوار أنهم تمكنوا من السيطرة على الجزء الأكبر من زليتن وأن قوات القذافي تفر باتجاه طرابلس. وكانت مصادر إخبارية قد أشارت في وقت سابق إلى مقتل 32 من الثوار الليبين في المعارك الدائرة في زليتن.
القذافي يستعد لمغادرة البلاد:
من جانبها، أفادت صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية يوم الأربعاء (17 أغسطس) نقلا عن مصدر عسكري ليبي لم تذكر اسمه أن الزعيم الليبي معمر القذافي على استعداد لمغادرة البلاد وتسليم السلطة الى محمد القمودي وزير العدل، وذلك بشرط وقف إطلاق النار وعمليات حلف الناتو ضد بلاده.
وقال المصدر إن طائرتين من نوع "ايرباص"، وصلتا من جمهورية جنوب إفريقيا، قد هبطتا في العاصمة الليبية طرابلس. وكان على متن احداهما وفد حكومي، اما الثانية فكانت بدون ركاب.
ورجح المصدر ان القذافي قد يستخدم الطائرة الثانية لمغادرة ليبيا مع افراد عائلته وبعض مقربيه والسفر الى فنزويلا.
وقال المصدر العسكري ان هذه الامكانية جاءت نتيجة للمفاوضات بين ممثلي النظام الليبي والمعارضة والتي تجري في جزيرة جربة التونسية.
ونقلت صحيفة "الشرق الاوسط" عن مصادر مطلعة ان مبعوث الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز وصل الى جربة حيث التقى مع ممثلي القذافي والمجلس الوطني الانتقالي، مما يدل على تقدم المفاوضات بين طرفي النزاع الليبي.
هذا وكان مصطفى عبدالجليل رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي قد نفى يوم الثلاثاء اجراء اية مفاوضات مع ممثلي القذافي. وقال انه "ليست هناك مفاوضات، سواء مباشرة او غير مباشرة، مع نظام القذافي".