كشفت تقارير صحفية أن باكستان سمحت للصين بتصوير حطام مروحية "الشبح" الأمريكية لم يكشف عنها من قبل كانت قد تحطمت خلال الغارة التي أسفرت عن اغتيال "أسامة بن لادن" زعيم تنظيم "القاعدة" في بلدة "أبوت آباد" الباكستانية في مطلع مايو، بالرغم من طلب المخابرات المركزية الأمريكية بعدم الإقدام على ذلك.
وفي حال تأكدت الأنباء فإنها من المرجح أن تحدث هزة أخرى في العلاقات الأمريكية الباكستانية التي طرأ عليها تحسن طفيف بعد أن كانت قد وصلت إلى أدنى مستوى لها منذ عقود في أعقاب اغتيال "ابن لادن"، لعدم إبلاغ الجانب الباكستاني بالعملية، الأمر الذي وضع الحكومة والجيش بباكستان في موقف حرج للغاية.
وكانت واحدةً من مروحيتين استخدمتهما الوحدة الأمريكية الخاصة التي نفذت الهجوم على مخبأ زعيم "القاعدة" في "أبوت آباد" على مسافة مائة كلم شمال "إسلام آباد" في الثاني من مايو تحطمت عند هبوطها في مقر "ابن لادن". ودمرت الوحدة الأمريكية المروحية قبل أن تغادر المكان على متن مروحية أخرى حاملة جثمان "ابن لادن"، لكن ذيلها بقي سليمًا وانتشلته السلطات الباكستانية.
وأفادت صحيفة "نيويورك تايمز" الأحد أن أجهزة الاستخبارات الباكستانية سمحت لمهندسين عسكريين صينيين بالكشف عن حطام المروحية الأمريكية. وأضافت نقلاً عن مسئولين مطلعين على الملف قالت: إنهم طلبوا عدم ذكر أسمائهم، إن أجهزة الاستخبارات الأمريكية استنتجت أنه من المرجح أن مهندسين صينيين التقطوا صورًا مفصلة لذيل المروحية من طراز "بلاك هوك" الذي بقي سليمًا بعد تدمير المروحية.
وأشارت الصحيفة إلى أن مسئولين في الاستخبارات الباكستانية قاموا بدعوة المهندسين الصينيين لتفحص بقايا المروحية المزودة بتقنيات فائقة السرية للإفلات من مراقبة الرادارات.
وبحسب الصحيفة، فإن هذه الشبهات تستند إلى اتصالات هاتفية تم التنصت عليها، عرض خلالها مسئولون باكستانيون دعوة الصينيين لزيارة موقع تحطم الطائرة.
ونقلت وكالة "رويترز" عن مسئول أمريكي - قالت: إنه طلب عدم نشر اسمه - أن هناك ما يدعو للاعتقاد بأن باكستان سمحت للصين بفحص الطائرة، لكن المسؤول لم يستطع تأكيد حدوث ذلك على وجه اليقين.
ولم يتسن الحصول على تعليق من أي مسئول من الجيش الباكستاني، لكن جهاز المخابرات الباكستاني نفى هذه الأنباء. وقال متحدث باسم السفارة الأمريكية لـ "رويترز": إن الجزء الذي لم يحطم من مجموعة الذيل والذي انتشرت صور له على نطاق واسع على الإنترنت أعيد إلى الولايات المتحدة في أعقاب زيارة قام بها السيناتور الأمريكي "جون كيري" لباكستان في مايو.
وقالت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية: إن رئيس أركان الجيش الباكستاني "أشفق كياني" نفى السماح للصين برؤية الطائرة. ونقلت الصحيفة عن المصدر قوله: "طلبنا بوضوح من الباكستانيين في أعقاب الغارة عدم السماح لأي شخص برؤية حطام الطائرة الهليكوبتر".
وفي نهاية مايو أعلن متحدث باسم "البنتاجون" أن باكستان أعادت حطام المروحية إلى الولايات المتحدة. فيما وصفت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية "جيان يو" في مايو معلومات تفيد بأن الصين طلبت الكشف على حطام المروحية بأنها "سخيفة".
وفي حادث مثل تحطم "الهليكوبتر" فإن الإجراء الأمريكي النموذجي يتمثل في تدمير التكنولوجيا المتطورة مثل وسائل الاتصال المشفرة وأجهزة الكمبيوتر الخاصة بالقيادة.
وتصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وباكستان إثر العملية حين تبين أن زعيم "القاعدة" المطلوب منذ 2001 أقام لعدة سنوات على الأراضي الباكستانية وتحديدًا في مدينة تضم حامية عسكرية، كما هزت العملية من صورة الجيش والمخابرات في باكستان مع عدم اكتشاف اختراق المروحيتين الأمريكية للأجواء الباكستانية لتنفيذ العملية التي اتسمت بالسرية.