أعرب مسئول بالمجلس الوطني الانتقالي الليبي مجددًا عن رفض الثوار الدخول في حوار مع النظام الليبي أساسه تقاسم السلطة، مؤكدًا أن مسألة رحيل العقيد معمر القذافي حسمت، بالرغم مما يبديه الأخير من تحد للدعوات المطالبة بتنحيه، حتى بعد مضي أكثر من خمسة أشهر على اندلاع الاحتجاجات بليبيا.
وقال مسئول ملف العدل بالمجلس محمد العلاقى لفضائية "الجزيرة"، إن مسألة رحيل العقيد حسمت، والمعارضة لن تتحاور على غير ذلك، ولن تتفاوض مع القذافي ونجله سيف الإسلام ورئيس استخباراته عبد الله السنوسي المطلوبين للمحكمة الجنائية الدولية.
وأضاف أن أربعة أخماس الأراضي الليبية باتت في يد الثوار، الذين يسيطرون على أغلب الشرق وبضعة جيوب في الغرب أهمها مصراتة، فيما تبقى العاصمة تحت سيطرة نظام القذافي.
ولا يزال القذافي يمسك بزمام السلطة بعد خمسة أشهر من الانتفاضة ضد حكمه المستمر منذ 41 عاما، مقاومًا بشدة كل المطالب الدولية لاستقالته وتعهد بالقتال حتى النهاية، لكن أعضاء من المقربين منه ابدوا استعدادهم للتفاوض مع المعارضين بما في ذلك التفاوض بشأن مستقبل الزعيم الليبي.
وفي نهاية الأسبوع الماضي، أعلن وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه أنه بإمكان العقيد الليبي البقاء داخل الأراضي الليبية، بعد تنحيه بشرط الابتعاد عن السياسة. لكن عبد العاطي العبيدي، وزير الخارجية الليبي أكد في تصريحات خلال زيارته إلى موسكو، أن حكومته ترفض مناقشة احتمالات تنحي القذافي.
أعرب رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي مصطفي عبد الجليل في مقاتبلة مع وكالة الأنباء الألمانية في الأسبوع الماضي عن اعتقاده بأن العقيد معمر القذافي "لن يتنازل أو يترك حكم ليبيا وهو حي"، ما يعني استبعاد قبوله الدعوات بالتنحي عن السلطة بعد 43 عامًا من وصوله إلى الحكم.
ورفض الجزم بالموعد والطريقة التي يتوقع بها سقوط القذافي ونظامه، في الوقت الذي عرضت فيه فرنسا بقاء العقيد الليبي ببلاده بعد تخليه عن الحكم بشرط الابتعاد عن ممارسة السياسة، في أحدث عرض من البلد الذي يدعم المعارضة الليبية.
وقال عبد الجليل إن القذافي "لا يريد أن يخرج من البلاد لأنه مطلوب دوليا فهناك مذكرة توقيف بحقه وبحق نجله سيف الإسلام من قبل المحكمة الجنائية الدولية، فهو معرض للاعتقال في عدة دول لإرهابه العالمي، ولذا أعتقد أنه لن يتنازل عن العرش أي الحكم وهو حي".
وأصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتقال ضد العقيد معمر القذافي ونجله سيف الإسلام ورئيس المخابرات الليبية عبد الله السنوسي لاتهامهم بجرائم ضد الإنسانية.