طالبت صحيفة "هآرتس " الإسرائيلية حكومة نتنياهو بتعلم الدرس السوداني،في إشارة إلى أن الرئيس السوداني عمر البشير كان في مقدمة المهنئين بولادة الدولة في الجنوب بالرغم من كونه عدوها السابق.

وأضافت الصحيفة أن المشاكل المعقدة تنتظر هذه الدولة الوليدة ،خاصة مع وجود احتمال بنزوح ما يقرب من 1.4 مليون جنوبي في شمال السودان ،بالإضافة إلى إشكالية الآلية التي سيتم بموجبها توزيع أرباح النفط بين الدولتين ،وكيف ستنفق أفقر دولة دخلها من هذا النفط،متسائلة هل ستنفقه على التسلح، أم على حل القضايا الاجتماعية ؟.

وقالت الصحيفة إن كل تلك المشاكل المتوقعة لم تحل دون الإعلان عن ولادة تلك الدولة ،عندما أثبتت الأمم المتحدة بأنها قادرة على خفض النزاعات الدموية ،لافتة إلى أن خطة التقسيم التي نجحت من خلال الاستفتاء الشعبي الديمقراطي المدعوم من قبل المجتمع الدولي من الممكن أن تؤدي إلى التوصل إلى الحل السلمي،ختى لو كان ذلك في أكثر النزاعات الدولية حدة مثل النزاع بين شمال السودان وجنوبه ،والذي قتل خلاله نحو 2 مليون سوداني .

ودعت الصحيفة الحكومة الإسرائيلية إلى تعلم هذا الدرس من خلال إدراكها بأن حل الدولتين الذي تدعمه الإرادة الدولية يعتبر الطريق الوحيد لحل النزاعات الدموية المزمنة مثل النزاع الإسرائيلي – الفلسطيني.

وأضافت إنه في الوقت الذي تخوض فيه إسرائيل معركة ليست ضرورية من أجل إفشال إعلان الأمم المتحدة اعترافها بالدولة الفلسطينية المستقلة ، كان يجب على إسرائيل النظر إلى السودان والاستنتاج بأن الخطة الدبلوماسية التي تحظى بدعم الأمم المتحدة وغالبية دول العالم يمكن أن تكون الطريق الأفضل لإسرائيل أيضًا.

واختتمت الصحيفة بالقول: والآن وبعد أن أصبحت دولة جنوب السودان العضو رقم 193 في الأمم المتحدة ، فإنه من المؤمل أن تصبح فلسطين العضو رقم 194 ،كما أنه من المؤمل أيضا أن يتحقق ذلك بدعم إسرائيل نفسها.