موقع الشيخ محمد فرج الأصفر || صحيفة سياتل تايمز‏:‏ مبارك قال لرايس العرب لا يستقيمون إلا بالقبضة الحديدية‏!‏
اسم الخبر : صحيفة سياتل تايمز‏:‏ مبارك قال لرايس العرب لا يستقيمون إلا بالقبضة الحديدية‏!‏


كشفت صحيفة ذا سياتل تايمز الأمريكية أمس عن جانب من الحوارات التي دارت بين الرئيس السابق حسني مبارك والمسئولين الأمريكيين‏.‏ ونقلت عن وزيرة الخارجية السابقة كوندوليزا رايس روايتها لبعض ما دار بينها وبين مبارك خلال زيارتها للقاهرة عام ‏.2005‏

 وأوضحت الصحيفة أن حديث رايس جاء خلال شرحها لرؤيتها حول الأوضاع في الشرق الأوسط خلال مشاركتها في المؤتمر الدولي لأندية ليونز العالمية في مدينة سياتل الأمريكية. حيث قالت إنها اجتمعت مع الرئيس المصري السابق في يونيو عام2005 قبل لحظات من إلقائها خطابا حول حاجة مصر للديمقراطية. وأضافت: أبلغت مبارك بأنه يتحتم عليه تحرير شعبه من وطأة الديكتاتورية, وتنبأت وقتئذ بثورة حتمية للشعب المصري إذا ما استمرت الأوضاع كما هي دون تغيير. وأوضحت رايس أن مبارك قال لها: لن تجدي أي خطابات تلقيتها حول الديمقراطية, لأنك لا تعرفين طبيعة العرب الذين يحتاجون دوما لقبضة حديدية, ولي الفضل في أنني حميت شعبي من مغبة التطرف. وأضافت الصحيفة أن رايس كان لها السبق تحت إدارة الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الابن تحول الدبلوماسية الأمريكية نحو نشر المزيد من الديمقراطية في الشرق الأوسط رغم الانتقادات التي وجهت لإدارة بوش وقتذاك من دعمها للنظامين المصري والسعودي رغم غياب الديمقراطية في الدولتين, علي حد قول الصحيفة. واستطردت رايس معلقة علي أحداث ثورات الربيع العربي التي تعيشها منطقة الشرق الأوسط قائلة: إن ضجيج الأصوات في عصر الديمقراطية أفضل بكثير من الصمت في ظل الطغيان. وحول ما يجري من ثورات شعبية في عدد من الدول العربية, قال الأمير تركي الفيصل رئيس جهاز المخابرات السعودي السابق إنه لا يوافق علي تسمية ما يجري بـالربيع العربي, بل يستدعي الأمر وقتا ليحكم عليه, فقد يكون ربيعا أو خريفا أو صيفا أو زمهريرا. وأقر الفيصل خلال في مقابلة خاصة أجرتها معه هيئة الإذاعة البريطانية بي.بي. سي بوجود فتور في العلاقات السعودية- الأمريكية التي اعتبرها علاقات استراتيجية, لكنه أشار إلي استياء السعودية في البداية من تسرع الولايات المتحدة بالتخلي عن الرئيس المصري السابق دون انتظار الشعب المصري ليقول كلمته. وقال الأمير السعودي إن موقف الرئيس الأمريكي باراك أوباما مع مبارك كان نتيجة الضغوط الداخلية التي مورست علي الرئيس الأمريكي وليس من أجل سواد عيون المصريين!, وهو ما ينطبق علي موقفي الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون اللذين هرولا لكسب الرأي العام, واعتبر الفيصل أن الأمريكيين لم ينتظروا خروج المظاهرات الحاشدة ضد مبارك, لكنهم منذ البداية اتخذوا موقفهم ضده! ونفي الأمير تركي الفيصل وجود قلق تجاه مستقبل العلاقات السعودية- المصرية, واتهم وسائل إعلام من بينها بي.بي.سي العربية بـ الترويج لمسألة أن السعودية تضغط للحيلولة دون محاكمة مبارك, لكنه شدد علي أن السعوديين أوفياء لحلفائهم, وأن مبارك تحالف مع السعودية منذ وصوله إلي الحكم, وواجه معها مشكلات مصيرية في المنطقة كالحرب العراقية الإيرانية والحرب الأهلية اللبنانية والاحتلال العراقي للكويت. وأضاف: حليفك لا تتخلي عنه في أزمته, وإنما تنصحه وتساعده بالرأي, والسعودية نصحت مبارك, لكني لا أدري إن كان الملك عبد الله بن عبد العزيز العاهل السعودي- نصحه بالرحيل أم لا. وقال الفيصل:إن المملكة ليست لديها أي مشكلة مع الشعب المصري. وتزامنا مع هذه التصريحات, نشرت مجلة ناشيونال ريفيو الأمريكية تقريرا موسعا طالبت فيه بضرورة أن تعمل واشنطن علي تحويل الربيع العربي إلي شتاء فارسي, محذرة من أنه علي الرغم من أن ربيع العرب لم يكن صناعة إيرانية, فإن إيران تحاول بكل وضوح استغلاله قدر الإمكان, منتقدة رد فعل الإدارة الأمريكية الذي وصفته بـالمتحفظ والخجول الذي مكن إيران من الصمود في وجه موجة الديمقراطية, وعزز جرأة نظامها الحاكم. واختتمت المجلة تقريرها بالقول: حان الوقت لكي يفتح البيت الأبيض عيونه جيدا ليدرك حقيقة الوضع, نحتاج إلي استراتيجية جديدة للتعامل مع إيران في حقبة ما بعد ربيع العرب, وليس شرطا أن يتضمن الحل التدخل العسكري رغم أنه أكثر فاعلية من العقوبات الاقتصادية, ولكن بما أن أوباما يحب التحدث عن نفاق إيران, فلنعد إذن إحياء الفرصة المفقودة بقيام إيران الديمقراطية, ولنبدأ في دعم جماعات المعارضة الإيرانية, ولنعمل علي تحويل ربيع العرب إلي شتاء فارسي!

تاريخ الاضافة: 11/07/2011
طباعة