موقع الشيخ محمد فرج الأصفر || بن حميد: الغلو في تعظيم الأشخاص خطر يهدد المسلمين
اسم الخبر : بن حميد: الغلو في تعظيم الأشخاص خطر يهدد المسلمين


 أكد الشيخ الدكتور صالح بن حميد رئيس المجلس الأعلى للقضاء بالسعودية، أن السلفية "ليست مذهبًا أو حزبًا لكنه منهج السلف الصالح"، منتقدًا في الوقت ذاته التعصب للرأي، والغلو في تعظيم الأشخاص، باعتباره "خطرًا يهدد وحدة المسلمين".
وقال ابن حميد: "نحن سلفيون والسلف الصالح ليس مذهبًا أو حزبًا بل منهج ننتمي إليه وليس لأشخاص، فالحق غايتنا أينما وجد، والمنهجية أن ننتسب لمنهج ونتحاكم للنص وليس لفهم النص، ونستعين في ذلك بمفهوم الصالحين الأخيار".
وحذر من أن "تعظيم الأشخاص والغلو فيهم إلى حد القول بعصمتهم من الخطأ، خطر عظيم يهدد وحدة المسلمين ويفتح باب التنازع والتفرق، فليس معصومًا من الخطأ إلا الأنبياء والرسل، والرسول صلى الله عليه وسلم "لا ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى" أما غيره فينطقون بالخطأ والصواب"، بحسب صحيفة "عكاظ" السعودية الأحد.
وأضاف ابن حميد خلال محاضرته بملتقى ربوة الرياض مساء الجمعة، تحت عنوان "خطر الأحزاب على المسلمين"، إن تفرق الناس إلى مذاهب وفرق وأحزاب ظاهرة موجودة، والتنازع بينها مظهر من مظاهر ضعف الأمة، وبذرة التفرق تشفى دائمًا بماء التنازع لتخرج من طينتها أمراض التنابز بالألقاب والتعصب البغيض بغض النظر على امتلاك هذه الفرق للصواب من عدمه.
وقال إن الله سبحانه وتعالى سمى أهل الحق "حزب الله"، مؤكدا أن الحزبية والطائفية موجودة لكن يظل منهج الحق ظاهرًا، وأن الأمر يظل بحاجة إلى شيء من التمحيص والالتزام بالضوابط وتقييم الخطاب للعلماء مع رؤوس أهل العلم وشيوخ المذاهب وليس لعامة الناس.
وأشار إلى أن التحزب، ليس حكرًا على أمة الإسلام بل موجود أيضًا عند الملل الأخرى، والكتابات التنظيرية في قرون الأمة تؤكد ذلك، وترصد مظاهر التعصب المرتبط بمذهب أو فكر شيخ بعينه أو بلد بعينه، وقد تندثر بعض هذه المذاهب وتظهر مذاهب أخرى.
ولفت إلى أن جود هذه الفرق والمذاهب لا يعني مشروعيتها أو بطلانها ولا يعني بالضرورة أنها ضارة، لكن "التنازع فيما بينها وتعصب كل أبناء مذهب أو فرقة لها هو الخطر الذي يجب أن نحذره وننبه إلى آثاره الوخيمة على وحدة المسلمين".
واعتبر ابن حميد أن من علامات هذا التعصب ضيق الأفق، وعدم قبول الرأي الآخر، وصعوبة الاعتراف بالخطأ والرجوع عنه عمليًا، وأن بعضًا من يسقطون في دائرة التعصب يتمسكون بالخطأ إعجابًا بالنفس وحرصًا على ألا تهتز ثقة الناس به، وهذا يتنافى مع صفات العالم الحق.
ورأى أيضا أن مظاهر التعصب ازدراء من الآخرين في آرائهم بحق أو غير حق، وقد يصل الأمر إلى حد الاستهزاء بهم والسخرية منهم، وهذا من أقبح مظاهر الحزبية المصحوبة بشيء من الجهل.
وأكد رئيس المجلس الأعلى القضاء أنه "لا يقبل أن يصل التعصب أو الحزبية إلى ظلم الآخرين أو تتبع عوراتهم، ولا يجوز على العلماء أن يغضوا الطرف عن هذه الأخطار بل عليهم أن يطرحوها للنقاش لتجنب الفرقة والتنازع".

تاريخ الاضافة: 03/07/2011
طباعة