تسلمت هولندا الثلاثاء، الجنرال السابق راتكو ملاديتش، قائد قوات صرب البوسنة، تمهيدًا لمحاكمته أمام المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، بتهمة ارتكاب إبادة جماعية أثناء الحرب بالبوسنة في منتصف تسعينات القرن الماضي.
ووصل ملاديتش (69 عاما) إلى روتردام على متن طائرة للحكومة الصربية مساء يوم الثلاثاء، وبعد 90 دقيقة في المطار حيث أبقي بعيدا عن أنظار وسائل الإعلام نقل بطائرة مروحية إلى مركز احتجاز للمحكمة قرب لاهاي.
ووجهت المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي الاتهام إلى ملاديتش بالإبادة الجماعية أثناء الحصار الذي استمر 43 شهرا لسراييفو وارتكاب مذبحة راح ضحيتها 8000 مسلم في سربرنيتشا خلال الحرب البوسنية في الفترة بين عامي 1992 و1995 .
وكان قد عثر في الأسبوع الماضي على ملاديتش المتهم بارتكاب عمليات إبادة وجرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب خلال حرب البوسنة والهرسك 1992/1995، وهو من أبرز المطلوبين لمحكمة لاهاي، في منزل ريفي صربي يملكه أحد أقاربه بعد هروب طوال 16 عامًا.
 وأغضب اعتقال ملاديتش القوميين في صربيا والجانب الصربي في البوسنة. وأكد محاموه أنه عثر على الكثير من الأدوية عند القبض عليه وأنه "مشوش ذهنيا"، وبالتالي في حالة مرضية تحول دون تسليمه إلى المحكمة الجنائية الدولية.
ويعد ملاديتش المتهم بارتكاب عمليات إبادة وجرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب خلال حرب البوسنة والهرسك 1992/1995 من أبرز المطلوبين لمحكمة لاهاي. وأدين عام 1995 بارتكاب جرائم إبادة جماعية خلال مذبحة سربرنيتشا التي قتل فيها 8000 مسلم وحصار سراييفو لمدة 43 شهرا.
وظل ملاديتش لمدة 16 عامًا هاربًا من العدالة، وكان لفترة طويلة يحظى بحماية من الحكومة الصربية، وفق ما أفاد قائد الاستخبارات العسكرية الصربية في عام 2006 أمام المجلس الأعلى للدفاع في عام 2006، بأن الجيش وفر الحماية للجنرال ملاديتش، منذ 1997 وحتى منتصف عام 2002.
وبعد ذلك تولى جنرالات سابقون ومدنيون مهمة حماية ملاديتش خارج الثكنات العسكرية، بعد صدور قرار جلب بحقه من قبل الأمن الصربي في ذلك الحين. لكن نتيجة ضغوط أمريكية على صربيا والجبل الأسود لاعتقال وتسليم قائد قوات صرب البوسنة سابقًا أطلقت حملة لملاحقته.
وفي صيف 2007، أوقفت الشرطة الصربية والبوسنية الجنرال زدرافكو توليمير، أحد المتهمين الرئيسيين في مجزرة سربرنيتشا، والمشتبه في أنه مسئول الشبكة التي ساعدت ملاديتش على الهروب من العدالة. وكان القبض على ملاديتش أحد شروط انضمام صربيا إلى الاتحاد الأوروبي.