كشفت التحقيقات أن الرئيس السابق حسني مبارك وأسرته يملكون 40 فيلا وقصرًا، إلى جانب أموال نقدية تقدر بمئات الملايين من الجنيهات، وهو ما قالت جهات التحقيق إنه جاء عن طريق غير مشروع. يأتي هذا فيما تحدثت تقارير إخبارية عن تدهور الحالة النفسية للرئيس السابق المحتجز داخل مستشفى شرم الشيخ الدولي التي دخلها مساء الثلاثاء قبل الماضي، ومن المقرر بحسب إدارة المستشفى أن يتم احتجازه حتى انتهاء فترة حبسه الاحتياطي لمدة ١٥ يومًا.
وذكرت صحيفة "المصري اليوم" الخميس، أن المستشار خالد سليم، رئيس هيئة الفحص والتحقيق استمع الأربعاء إلى أقوال اللواء محسن راضي، مدير إدارة الكسب غير المشروع، والعقيد حمدى هاشم، حول تحرياتهما التي أفادت بتضخم ثروة الرئيس السابق، وأسرته، بطرق غير مشروعة.
وذكرا أن هذه الثروة عبارة عن ٤٠ فيلا وقصرًا، وحسابات فى البنوك المصرية، منها ١٤٧ مليون دولار فى أحدها، يتصرف فيها الرئيس السابق سحبًا وإيداعًا، و١٤٠ مليون جنيه في حساب باسم علاء، و١٠٠ مليون لجمال. واستعجل سليم التحريات التكميلية حول ثروة العائلة الرئاسية.
في الأثناء، ذكرت الصحيفة نقلاً عن مصادر مشرفة على علاج الرئيس السابق، إنه طلب من الجهات المسئولة عدم نقل مبارك من شرم الشيخ إلى القاهرة لأسباب نفسية، فيما قالت مصادر قضائية إن المستشار عبد المجيد محمود، النائب العام، هو المختص بتحديد مكان تواجده، لكونه محبوسًا على ذمة التحقيقات في عدة قضايا، وإن مسألة نقله إلى السجن أو أي مكان آخر، تحكمها التقارير الأمنية والرقابية.
وكشفت المصادر الطبية التي قالت الصحيفة إنها طلبت عدم نشر أسمائها، أن حالة الرئيس السابق الصحية مستقرة، لكن حالته النفسية تزداد سوءًا مع اقتراب موعد جلسة التحقيقات الثانية معه، وإن طبيبًا نفسيًا جلس معه الأربعاء لمدة ٢٠ دقيقة، ثم كتب فى تقريره إلى مدير المستشفى إن تخوف الرئيس السابق من التحقيقات وراء رفض تناول الطعام، وأضافت أن مبارك يجري جلسات علاج طبيعي حاليًا، وأن عدة شخصيات بارزة زارته في المستشفى أمس.
وأوضحت المصادر أن الرئيس السابق تتم معاملته مثل أي مواطن، وتصرف له وجبات الإفطار والغداء والعشاء، بانتظام، رغم عدم تناوله لها، إذ يحرص على تناول الأطعمة التي تحضرها إليه زوجته، وتابعت: "إن مبارك له ملف طبى مدون عليه اسمه، وفى خانة المهنة مكتوب رئيس جمهورية سابق، وهو المثبت أيضًا في تذكرة الدخول".
وقالت مصادر أمنية، إن مبارك طلب من حراسه إحضار عامل كهرباء لإصلاح التكييف، وإن العامل تم تفتيشه لمدة ١٠ دقائق وطلب منه الرئيس السابق البقاء للحديث معه، وإنهما جلسا سويًا وإن مبارك سأل العامل عن تقييمه لأدائه فترة توليه الرئاسة، وحول تأييده أو رفضه لقرار حبسه.
يأتى ذلك فى الوقت الذى سادت فيه حالة غموض حول عملية نقل الرئيس السابق، إذ ينتظر المحتجون والعاملون بالمستشفى، ورود أي معلومات، تشير إلى قرب نقله من المستشفى، فيما واصلت قوات الأمن المركزى فرض كردون أمنى مشدد حول مداخل المستشفى.
وقال عدد من المحتجين أمام المستشفى، إنهم شاهدوا أمس طائرة هليكوبتر تحلق فوق المستشفى، وإن ذلك تسبب فى تردد شائعات عن قرب نقل الرئيس السابق من شرم الشيخ.
من جانبهم، شكا ممرضون من العاملين فى جناح مبارك من منعهم من مغادرة المستشفى، واستخراج كارنيهات خاصة بهم، يتم إبرازها عند الدخول والخروج، وقال أحد العاملين بالمستشفى إن الإدارة وقعت جزاءات ضد عدد من العاملين فى الجناح، لتسريبهم معلومات عن الرئيس السابق.
وقال أحد ضباط الشرطة العاملين في تأمين وحراسة المستشفى إن الأمن والحراسة لم يمنعا دخول أي مريض أو مصاب إلى المستشفى، وإنه يتم السماح بدخول السيارات التى تحمل مرضى أو مصابين حتى مدخل المستشفى، وأضاف أنه يتم تغيير نوبة حراسات مجندي الأمن المركزى، كل ٤ ساعات، لارتفاع درجة حرارة المدينة.
وتظاهر العشرات صباح أمس، أمام المستشفى للمطالبة برحيل الرئيس السابق ونقله إلى أى مستشفى آخر، بسبب ما سموه تأثير وجوده السلبى على السياحة فى المدينة.. بدأ المحتجون وقفتهم فى العاشرة صباحًا ورددوا هتافات منها: "رحلوه رحلوه.. تمثيلية تمثيلية"، وحمل أحدهم صورة لمبارك يظهر فيها مشنوقًا.