قالت مصادر متطابقة إن الرئيس المصري السابق حسني مبارك لا يزال يعيش أسلوب حياته الرئاسي في قصره الفخم بمنتجع شرم الشيخ المطل على البحر الأحمر منذ مغادرته السلطة يوم الجمعة الماضية، في الوقت الذي يصر فيه على رفضه مغادرة بمصر رافضا عروضا من أكثر من دولة لاستضافته.
وذكرت صحيفة "القدس العربي" الصادرة في لندن نقلا عن المصادر، إن الحراسة الشخصية للرئيس السابق تضخمت منذ تنحيه عن الحكم الجمعة الماضي، وأصبح الجيش يشارك فيها، بعد سماح "إسرائيل" لكتيبتين عسكريتين بدخول شرم الشيخ مؤخرا، على الرغم من مخالفة ذلك لمعاهدة السلام.
وتعرض مبارك الى تدهور صحي منذ تنحيه، الا انه بدأ في التعافي واجراء اتصالات هاتفية، كان أحدها من خادم الحرمين الملك عبد الله بن عبد العزيز الذي عرض عليه استضافته في مكان هادئ، لكنه رفض شاكرا، وقال له إنه يريد أن يموت في مصر، حسب ما نقل دبلوماسي سعودي تحدث لوكالة "رويترز".
وبحسب المصادر، فإن مبارك رفض الرد على اتصال هاتفي من الرئيس الأمريكي باراك اوباما، إذ أنه لا يزال يشعر بالإهانة بل والمرارة البالغة من تصريح الأخير حول "ضرورة التنحي فورا".
وقالت الصحيفة إنه وباستثناء عاداته الرياضية، والنزهات التي كان يقوم بها أحيانا، خاصة إلى "مدينة الف ليلة" الترفيهية، فإن مبارك يحتفظ بكافة مساعديه التقليديين، وليس من الواضح إن كان على اتصال مع المجلس الأعلى للقوات المسلحة عبر نائبه السابق عمر سليمان.
وأشارت إلى أنه يبدو أن المؤسسة العسكرية قررت منح مبارك "تقاعدا كريما"، إذ لم يتم التحقيق بعد في بلاغات للنائب العام اتهمته بالإثراء غير المشروع، أسوة بمسئولين آخرين تم استجوابهم ومنعهم من السفر، والتحفظ على أموالهم.
ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن طباخ في قصر مبارك قوله "لسنا متأكدين إن كان مبارك سجينا هنا أم انه يمضي عطلة فالحياة هنا عادية جدا ومنذ مجيء الرئيس أتت معه الأطعمة الفاخرة التي يفضلها والتي كانت تأتي معه من قبل، مثل الكافيار والشوكولا السويسرية وأفخم أنواع اللحوم".
ويعيش مبارك في قصر فخم ملحق باحد اكثر المنتجعات رفاهية في مصر والعالم هو Jolie Ville Moevenpick Golf Resort
وبحسب المصادر فإن المنتجع مملوك لصديقه حسين سالم، الذي يقال إنه يمثل "الواجهة التجارية" لمبارك في تعاملاته، بدءا من شركة "السحاب الأبيض" التي تتاجر في الأسلحة، واستخدمها مبارك في عقد صفقات أسلحة مستغلا تفويضا يجدد تلقائيا من مجلس الشعب، بإصدار قرارات لها قوة القوانين، مرورا بعقود نقل ولوجستيات خاصة بالمساعدات الأمريكية لمصر، وانتهاء بتصدير الغاز لـ "إسرائيل" عبر شركة "غاز شرق المتوسط".
ويقع القصر على البحر مباشرة ولا تفصله عن الشاطئ السعودي سوى جزيرة تيران، حيث كان من المفترض أن يمر جسر يربط البلدين، لولا تراجع مبارك في اللحظات الأخيرة عن إقامة الجسر الذي كان سيساعد في حركة العبور بين البلدين.
وبالرغم من الموقع الجغرافي الذي يجعل شرم الشيخ والذي وصفته الصحيفة بأنه "جنة أمنية" فان مبارك كان أسيرا لهواجسه التي جعلته ينشر قوات على طول الطريق الرئيسي الى المطار في كل مرة يصل أو يغادر المدينة.
ومن المستحيل ان يتمكن أي شخص من الاقتراب ولو لعدة كيلومترات من القصر قبل أن تستوقفه الحواجز الأمنية، سواء كان موجودا في المدينة أم لا.
وحسب مقربين من مبارك فإنه يعتبر المدينة "ملكا شخصيا" ويوزع أسماء طرقها على أصدقائه من الملوك والزعماء العرب مثل سلطان عمان، الذي منحه الشارع الرئيسي في خليج نعمة السياحي، او ملك البحرين، وكانا يزوران المدينة بشكل منتظم.
وكانت مصادر متطابقة تحدثت عن تعرض مبارك لأكثر من غيبوبة فى الفترة الماضية وزادت حالته الصحية سوءا بعد تنحيه عن منصبه الرئاسي.
وأكدت مصادر لاحقا إنه حدث نوع من استقرار في الحالة الصحية للرئيس مبارك، ونفت ما تردد عن مرضه وقرب وفاته، والتي تزامنت مع دعوة البعض بعمل مسيرة كبيرة لرد الجميل لمبارك، وتساءلت إن كان الهدف للتأثير على الرأي العام لعدم المطالبة بمحاكمته هو وعائلته.