موقع الشيخ محمد فرج الأصفر || ماهي الوهابية الرستمية ؟؟
اسم المقالة : ماهي الوهابية الرستمية ؟؟
كاتب المقالة : الشيخ / محمد فرج الأصفر


الحمد لله الذي جعل الدين ظاهر البيان صالح لكل زمان ومكان لا يزغ عنه إلا هالك ، وأصلي وأسلم على البشير الهادي الذي أدى الأمانة وبلغ الرسالة ونصح الأمة وكشف الله به الغمة وعلى آل بيته وأصحابة ومن تبعهم إلى يوم الدين
أم بعــــــــــــــــد
لقد أختلط على كثير من الناس مفاهيم أهل السنة والجماعة وجعلوا كل من أنتسب لهم أم وهبي أو سلفي وهم لا يعلمون ما يدينون كلا من الطائفتين على حسب زعمهم ما هو فكرهم . وقد رمي كل من يتمسك بالدين القويم وسنه خاتم المرسلين وهابي كأنها فرق خارجة وطائفة مارقة وللأسف الشديد حتى ممن ينتسبون للعلماء خلط عليهم الأمر بين الرستمية الوهابية وفكر الأمام المجدد حافظ الدين وناصر السنة في بلاد الحجاز محمد بن عبد الوهاب . ولقد ذكرت اسم الوهابية في مقال أقوال العلماء في المتشابه، وقصدت به الرستمية حتى لا يلتبس الأمر ولهذا أردت أن أفرق بينهما في مقالي هذا. ونسأل الله القبول



ماصحة التسمية بالوهابية ؟
من الكذب والافتراء تسمية دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب بـ ( الوهابية ) نسبة إلى الوهابية الرستمية التي لم يبق منها إلا اسمها في سجلات التاريخ ، فنبشوا في فتاوى العلماء حولها فوجدوا دعوة إباضية، في شمال أفريقيا نشأت في القرن الثاني الهجري ، باسم ( الوهابية ) نسبة إلى عبد الوهاب بن عبد الرحمن بن رستم الخارجي الإباضي ، ووجدوا من فتاوى علماء المغرب والأندلس المعاصرين لها ما يحقق غرضهم ، ومن المفارقات العجبية أنهم ينزلون تلك الفتاوى على دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب ـ رحمه الله ـ ومنها فتوى مفتي الأندلس علي بن محمد اللخمي المتوفى سنة 478هـ وأما عبد الوهاب بن عبد الرحمن بن رستم فإنه توفي سنة 190هـ على ما ذكره الزركلي وقيل : 197هـ وقيل : 205هـ بمدينة ( تاهرت ) بالشمال الأفريقي .


ولعل القارئ الكريم يلاحظ ما يلي:
1.أن دعوة ابن رستم لم تتجاوز الشمال الأفريقي ، وأما دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب ففي الجزيرة العربية ، ومن المعلوم بعد ما بين البلدين ، مع أن دعوة ابن رستم لم يرد لها ذكر في تاريخ جزيرة العرب ، بل لم يذكرها المصنفون في الفرق كالشهرستاني وابن حزم ؛ لانقراضها وضياعها
2. أن الشيخ محمد بن عبد الوهاب ـ رحمه الله ـ لا يوافق الخوارج الإباضية في مذهبهم ، بل كانت دعوته تجديدية على منهج السلف الصالح
3. أن تشويه صورة هذه الدعوة مرتبط بالاستعمار ، ومما يبين ذلك أن الضابط البريطاني ( سادلير ) مبعوث الحكومة البريطانية في الهند قام برحلة من الهند إلى الرياض ، ووقف على أطلال الدرعية في 13 أغسطس 1819م الموافق سنة 1233هـ ، ولحق بإبراهيم باشا ، وأدركه في (أبيار علي ) ، وهنأه على النصر وقال له : ( مع سقوط الدرعية، وخروج عبد الله عنها يبدو أن جذور الوهابيين قد انطفأت ، فقد عرفت من كل البدو الذين قابلتهم في نجد أنهم سنيون وأنهم يداومون على الصلاة المفروضة حتى في السفر الطويل وتحت أقسى الظروف )
4. يظن بعض الناس خطأً أن تسمية دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب ـ رحمه الله ـ بالوهابية إنما هو نسبة إلى والده ـ عبد الوهاب ـ
ولا يصح ذلك لأمرين :
أ ـ أن الذين سموها بذلك ذكروا فتاوى علماء المغرب في الوهابية الرستمية مما يدل على أنهم نسبوها إليها .
ب ـ أن والده لم يقم بهذه الدعوة ، ولا شارك فيها ، بل إن الشيخ لم يظهر دعوته إلا بعد وفاة والده .
هذا والله أعلم
وصلى وسلم على سيدنا
محمد تسليما كثيرا
تاريخ الاضافة: 14/02/2011
طباعة