موقع الشيخ محمد فرج الأصفر || طرائف و نوادر من التراث العربي
اسم المقالة : طرائف و نوادر من التراث العربي
كاتب المقالة : منقول

بسم الله الرحمن الرحيم

جاء مملوك الى سيده فقال : سيدي لقد ضاعت مخلاةُ الفرس , فقام السيد يصلي , فلما فرغ من الصلاة قال : انها في موضع كذا و كذا , فقال الغلام : يا سيدي أعد الصلاة فانك كنت تبحث عن المخلاة .

ـ جيئ بأعرابي الى أحد الولاة لمحاكمته على جريمة اتهم بارتكبها , فلما دخل على الوالي في مجلسه , أخرج كتابا ضمنه قصته وقدمه اليه و هو يقول : ها هو اقرأوا كتابي..فقال له الوالي : انما يقال هذا يوم القيامة , فقال : هذا و الله شرّ من يوم القيامة , ففيه يؤتى بحسناتي و بسيئاتي , أما أنتم فقد جئتم بسيئاتي و تركتم حسناتي ! .
ــ أرسلت عائشة رضي الله عنها غلام لها ليأتيها بزيت لوقود النار، واذا به التقى بقافلة تسير الى مصر فذهب معهم , و بعد سنة كاملة عاد الى مكة فتذكر ما طلبت منه أم المؤمنين فراح مسرعا ليأتي بطلبها فوقع على الارض فنهض و هو يقول : لعن الله العجلة .
ــ قيل للأعمش : لما عمشت عيناك ؟ فقال : من النظر الى الثقلاء . و يحكى أنه دخل عليه أبي حنيفة فقال له : جاء في الخبر أن من سلب الله كريمتيه عوضه عنهما ما هو خير منها , فما الذي عوضك ؟ فقال : عوضني عنهما أن كفاني رؤية الثقلاء و أنت منهم .
ــ حكى أن ضيفا نزل على أحد البخلاء المشهورين , فلما رآه اقترب من بيته تركه و هرب خوفا من اطعامه , و أخذ الضيف يبحث عنه في كل غرف المنزل فلم يجده , فذهب الى السوق و اشترى الطعام و ترك لافتة على الباب كتب عليها أبياتا من الشعر يقول فيها
يـــــــا أيها الهـــــارب من بيته
و الهـــــارب مـــن شدة الخوف
ضــيفك قـــــــد جـــاء بزاد لـــه
فأرجع و كن ضيفا على الضيف
ــ قيل لأحد البخلاء : اننا نخشى أن نقعد فوق مقدار رغبتك , فلو جعلت لنا علامة نعرف بها وقت استحسانك لإنصرافنا , فردّ قائلا : علامة ذلك أن أقول , يا غلام هات الطعام .

ـــ حضر أشعب مرة مائدة بعض الأغنياء , فقدم للمدعوين جديا مشويا , فجعل أشعب يسرع في أكله , فقال له المضيف : أراك تأكله بحرد كأن أمه نطحتك...فردّأشعب : أراك تشفق عليه كأن أمه أرضعتك .
ــ و قال : جأتني جارية بدينار و قالت : هذا وديعة عندك , فجعلته بين طيات الفراش , و جاءت بعد أيام تقول : بأبي أنت هات الدينار ؟ فقلت : ارفعي الفراش و خذي ولده , و كنت قد وضعت الى جنبه درهما , و عادت في الثانية و الثالثة , و في المرة الرابعة رأيتها فبكيت فقالت : مايبكيك يا أشعب ؟ فقلت : لقد مات دينارك في النّفاس , فقالت : و كيف يكون للدينار نفاس ؟ فقلت : أتؤمنين بالولادة و لا تؤمنين بالنفاس ؟ .

ـــ قيل للعنابيّ : من تجالس اليوم ؟ , قال : أجالس من أبصر في وجهه و لم يغضب , قيل : من هو ؟ قال : الحـــــــــــــــــــائط .
ـــ كان لإبن خلوقان التركي ولد نجيب جدا , فأراه الخليفة المتوكّل خاتم ماس في يده , و قال : أرأيت أحسن من هذا الخاتم ؟ قال الغلام نعم , الأصبع التي فيها الخاتم . و سأله : دار أميرالمؤمنين أجمل أم داركم , فأجاب : اذا كان أمير المؤمنين في دارنا تكون أجمل .
ــ كان أحد الخلفاء يحرس ليله , فسمع غناء رجل من بيت , فتسورعليه فرآه مع امرأة يشربان الخمر فقال : يا عدوّ الله أرأيت أن يسترك الله سبحانه , و أنت في معصية ! فقال : يا أمير المؤمنين لا تعجل , ان كنت عصيت الله في واحدة فقدعصيت أنت في ثلاث , فقد قال الله تعالى : و لا تجسسوا و قد تجسست , و قال : و أتوا البيوت من أبوابها و قد تسورت عليّ , و قال : لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا و تسلموا على أهلها , و قد دخلت بغير سلام . فقال الخليفة : أسأت فهل تعفو؟ فقال : نعم و عليك أن لا تعود لمثلها...
قال ابن الجوزي - رحمه الله - في كتابه أخبار الحمقى والمغفلين :
ــ كان أعرابي يصلي ، فأخذ قوم يمدحونه ويصفونه بالصلاح - وهو يصلي ويسمعهم ، فقطع صلاته وقال : مع هذا إنى صائم ..
!!
و قال ابن الجوزي - رحمه الله
ــ صلى بعض الأعراب خلف بعض الأئمة في الصف الأول ، وكان اسم الأعرابي ( مجرماً ) فقرأ الإمام : والمرسلات عرفا ... إلى قوله (أَلَمْ نُهْلِكْ الْأَوَّلِينَ) فتأخر البدوي إلى الصف الآخر ، فقرأ الإمام : ( ثُمَّ نُتْبِعُهُمْ الْآخِرِينَ) ، فرجع إلى الصف الأوسط فقرأ الإمام : ( كَذَلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ) ، فولى هاربا وهو يقول : ما أرى المطلوب غيري .
مع تحيــــاتي
تاريخ الاضافة: 09/02/2011
طباعة