موقع الشيخ محمد فرج الأصفر || نص بيان هيئة الحقوق والإصلاح بشأن الأحداث الأخيرة بمصر
اسم الخبر : نص بيان هيئة الحقوق والإصلاح بشأن الأحداث الأخيرة بمصر


أصدرت الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح بيانًا بشأن الأحداث الراهنة في مصر، استنكرت فيه مجددًا ذلك الانقلاب العسكري الذي أطاح بالرئيس المنتخب محمد مرسي، معتبرة إقصاء الرئيس وتعطيل الدستور إجراءات تجر البلاد إلى نفق مظلم من الفتن.

وندد البيان الاعتداء على بيوت الله وانتهاك حرماتها، مبينًا أنه ثمرة مُرَّة للانقلاب العسكري، مستنكرًا الاعتداءات الغاشمة التي يتعرض لها المتظاهرون السلميون على أيدي البلطجية والمأجورين على مسمع ومرأى من الأجهزة الأمنية، ومحملاً قادة الانقلاب مسئولية الدماء التي أريقت في مذبحة الحرس الجمهوري وميدان رمسيس.

وحثَّ البيان جموع الشعب المصري على مساندة ودعم المتظاهرين السلميين ونصرتهم للحفاظ على متكسبات ثورة 25 يناير.

وهذا نص البيان:

"الحمد لله وحده وصلى الله وسلم على من لا نبي بعده وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

ففي ظل مواجهة الانقلاب العسكري الذي يعصف بإرادة هذا الشعب ومكتسباته، تتوجه الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح إلى عموم الشعب المصري بالبيان التالي:

أولًا: تؤكد الهيئة على ما سبق أن ذكرته من أن هذا الانقلاب الذي حدث في مصر فأقصى رئيسها المنتخب، وعطَّل دستورها الذي اختاره الشعب إنما يجرُّ البلاد إلى نفق مظلم من الفتن، ويعيدها إلى عصور القهر والاستبداد.

ثانيًا: تستنكر الهيئة بشدة ما يحدث من حصار للمساجد، وانتهاك لحرمة بيوت الله، والاعتداء على الآمنين فيها والمصلين، وتؤكد أن هذه ثمرة من ثمار هذا الانقلاب العسكري، قال تعالى: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَـٰجِدَ ٱللَّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا ٱسْمُهُۥ وَسَعَىٰ فِي خَرَابِهَآ أُولَـٰٓئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ لَهُمْ فِي ٱلدُّنْيَا خِزيۭ وَلَهُمْ فِى الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌۭ } [البقرة:114].

ثالثًا: تؤكد الهيئة على حق الاحتجاج والتظاهر السلميين للمطالبة بعودة الشرعية، وإزالة آثار الانقلاب العسكري الذي أعاد البلاد إلى الوراء أكثر من ستين سنة، وتستنكر الهيئة الاعتداء على المتظاهرين السلميين بواسطة البلطجية والمأجورين تحت سمع وبصر بل بمشاركة رجال الشرطة.

رابعًا: تحمِّل الهيئة قادة الانقلاب مسئولية الدماء التي أريقت، والأرواح التي أزهقت وهي ساجدة لله تعالى في صلاة الفجر أمام الحرس الجمهوري وفي صلاة التراويح في ميدان رمسيس، وتحذِّر هؤلاء قول الله عز وجل: {وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُۥ جَهَنَّمُ خَالدًا فِيهَا وَغَضِبَ ٱللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُۥ وَأَعَدَّ لَهُۥ عَذَابًا عَظِيمًا} [النساء:93]، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دمًا حرامًا).

خامسًا: ترى الهيئة أن الظرف التاريخي الذي تمرُّ به بلادنا يوجب على كل حر شريف أن يقف لله تعالى موقفًا ينصر به الحق، ويتبرأ به من الباطل؛ نصحًا لله تعالى ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم، يتمثل ذلك في مساندة المعتصمين السلميين في الميادين المطالبين باحترام إرادتهم الشعبية التي حددت الآليات التي أفرزت مصر الحديثة، مصر ثورة الخامس والعشرين من يناير؛ مستحضرين في ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: (انصر أخاك ظالمًا أو مظلومًا).

وذلك يستدعي الصبر والمثابرة واستحضار روح الرباط في سبيل الله عز وجل؛ فلن يأتي النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم، قال تعالى: { يَاأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓا إِن تَنصُرُوا ٱللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ } [محمد:7].

والحمد لله رب العالمين".

تاريخ الاضافة: 18/07/2013
طباعة