ألقت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في محافظة "رجال ألمع" السعودية القبض على ساحر خطير.
وجاءت عملية توقيف هذا الساحر بمساندة من قبل شرطة الحبيل التابعة للمحافظة، حيث انقض رجال الشرطة، معتمدين على معلومات متبادلة بينهم وبين الهيئة، على منزل ذلك الساحر، وتمكنوا من اعتقاله.
وعثر رجال الشرطة على مجموعة من كتب السحر والشعوذة بالإضافة إلى ذئبين مفترسين في منزل الساحر.
واتضح من المعلومات المتوافرة أن الساحر يقنع ضحاياه بأنه يقوم بتسليط هذه التعاويذ السحرية في إجبار الذئاب على التهام "الجن"، ويتكسب من ممارسة أعمال السحر والدجل.
ودأب هذا الساحر على ادعاء قدرته على علاج الأمراض، وقامت الشرطة باحتجازه ومصادرة كافة المضبوطات التي تم العثور عليها في بيته.
وبشأن أقوال أهل العلم من السلف والخلف في حكم السحر، فقد قالت طائفة إن السحر كفر ، وفصّل بعضهم في الأمر ، وجعلوا السحر قسمين : كفر ، ومعصية دون الكفر .
وقال ابن كثير في تفسيره " وقد استدل بعضهم بهذه الآية على تكفير من تعلم السحر ، ويستشهد له بالحديث الذي رواه الحافظ أبو بكر البزار ... "
ثم ساق إسناده إلى عبدالله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال (( من أتى كاهناً أو ساحراً فصدقه بما يقول ، فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم )) .
وقال ابن كثير " وهذا إسناد جيد ، وله شواهد أخر " .
وقال ابن كثير أيضاً " وقد يستدل بقوله { ولو أنهم آمنوا واتقوا } من ذهب إلى تكفير الساحر ، كما هو رواية عن الإمام أحمد بن حنبل وقول طائفة من السلف .
وقيل : بل لا يكفر ، ولكن حدُّه ضرب عنقه ، لما رواه الشافعي وأحمد بن حنبل رحمهما الله .." ثم ساق الإسناد إلى بََجالة بن عبدة قال " كتب عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن : اقتلوا كل ساحر وساحرة .. قال : فقتلنا ثلاث سواحر " .
قال ابن كثير " وقد أخرجه البخاري في صحيحه أيضاً . وهكذا صح أن حفصة أم المؤمنين سحرتها جارية لها ، فأمرت بها فقُـتلت .
قال الإمام أحمد بن حنبل : صح عن ثلاثة من أصحاب النبي صلى الله عليه وســلم في قتل الساحر " .
ثم ذكر ابن كثير حديث جندب الأزدي المرفوع (( حد الساحر ضربه بالسيف )) ، وذكر أيضاً أثرين آخرين ، ثم قال " وحمل الشافعي رحمه الله قصة عمر وحفصة على سحر يكون شركاً ، والله أعلم " .
ثم نقل ابن كثير كلام الرازي في أن العلم بالســحر ليس بقبيح ولا محــظور ، وردّ علــيه وقــال " ففي هذه الآية الكريمة تبـشيع لتعلم السحر . وفي الصحيح " من أتى عرّافاً أو كاهناً فقد كفر بما أنزل على محمد " . وفي السنن (( من عقد عقدة ونفث فيها فقد سحر )) " .
ثم قال " كيف لا يكون محظوراً مع ما ذكرناه من الآية والحديث "؟ .