موقع الشيخ محمد فرج الأصفر || حاجة صفرا...حاجة رمادى والسيرك منصوب
اسم المقالة : حاجة صفرا...حاجة رمادى والسيرك منصوب
كاتب المقالة : أحمد خيرى

ليست فزورة ولكنها إجابة على حالة موجودة يستطيع أن يراها المصابون بعمى الألوان قبل ذوى العيون البقرى واللون الأصفر إذا دل على الغيرة وصفار البيض إذا ساعد فى زيادة الكولسترول، والحاجة الصفرا إذا ساعدت فى تغيب العقول وزغللة العيون وهى المقصودة هنا وإذا كان الرمادى بدكونته وضبابيته وشكوكه، وعدم وضوحه يمثلان الحالة الموجودة والمنتشرة بل والمسيطرة على المشهد الاجتماعى والسياسى المصرى.. عندما تجد أن الحاجة الصفرا شربها كبار المجتمع من النخبة المثقفين والكتاب والإعلاميين وأصحاب الرأى ونجوم المجتمع وأصبح شاغلهم الأول هو سجادة الصلاة للرئيس وخطابات الرئيس وحراسة الرئيس وصلاة الجمعة للرئيس وعودة شقيق الرئيس من الحج وانتقالات الرئيس المكلفة وأصبح وصف رمز الدولة بألفاظ وأوصاف غير لائقة لم يكن أحدهما يفكر مجرد التفكير فى أن يكتبها أو يقولها فى سره فى عهود سابقة شاغلهم وأصبح هدفهم هو النقد الجارح المهين، وأصبح شاغلهم هو صيد كل كلمة وحركة وتكبيرها بمناظيرهم الخاصة وعرضها فى أقبح الصور وأسوأ النوايا وشغل الناس وتلهيتهم بما يضر ولا يساعد فى تغيير أو إضافة شىء لمصرنا فى عهدها الجديد واستهلاك للوقت والطاقة واستمرارا للمعجنة وللمكلمة بدون نتائج وهنا يتدخل اللون الرمادى عدم تدخل مؤسسة الرئاسة فى الوقت المناسب وبالحزم المناسب للتوضيح أو المنع أم هو فخ (خليهم يتسلوا) أم هو دور مقصود واستسلم هؤلاء له وأن هناك من يحركهم وله أهداف وأصبح المال والكاميرا والجريدة والمقال هى الأدوات.

ويتدخل اللون الأصفر متسائلا منذ متى وتظهر للإعلام صورة تعيين سفراء، وهم يتناولون الكئوس حتى وإن كان بها شاى أصفر... ومنذ متى تعلن وتكشف الدول عن خطابات التعيين للسفراء بهذه الطريقة ولماذا الردود ضعيفة وإذا كانت هدف إسرائيل هو جس نبض أو إحراج الرئيس ومعرفة رد فعله للتعامل معه، لماذ الآن الإعلان أن هناك صعوبة فى التعامل مع الرئيس المصرى وأن هناك تجاهلا متعمدا لهم... أنظر فى اتجاه آخر لترى صفار البيض أقصد الروب الأبيض سنوات طويلة لم نسمع عن إضراب أو اعتصام للأطباء على أنهم شريحة ملائكية وبلسم فاتضح العكس فجأة أصبحت حالتهم ومرتباتهم ومعيشتهم ضعيفة يتساوون مع أصغر وأقل سائق ميكروباص يعانى من دفع الغرامة مع إنى لم أر طبيبا يشكو من ضعف راتبه الذى يتراوح بين ٨٠٠ و١٠٠٠ عند التخرج والخبير منهم يتقاضاه فى عشر دقائق كشفا ولكن الأغلبية ليس لها حق وإن كان فمسئوليته تحتم عليه أن يصبر وأنه ليس الوقت المناسب فماذا ترك لمن هو أقل منه راتبا وأقل منه علما وتقديرا للمسئوليه وهنا يتدخل اللون الرمادى ويسأل عن عدم الحزم من وزير الصحة والجلوس مع القيادات وعن من يحرك الإضراب ويدعو له ليكون أداه ضغط على المواطن العادى قبل الحكومة والرئيس... انظر إلى قانون غلق المحلات من العاشرة مساء يجب أن يدرس ويأخذ حقه من كل الجوانب وتأثيره على شرائح كثيرة تكسب أرزاقها ليلا وخاصة التى تعمل بمهنة أخرى بجوار وظيفته حتى يحسن من دخله وتأثيره على سائقى التاكسى والميكروباص وأيضا على هيئة النقل والمترو والعمل بنصف الطاقة والاضطرار للاستغناء عن نسبة من العاملين وهكذا فلكل قرار أضرار يجب أن تدرس مع النقابات والهيئات وغيره والرمادى يقول إنه ليس وقت هكذا قرارات يا سيدى فهناك أهم من ذلك هو البدء ببناء ما أفسده السابقون وبداية عهد يطور الصناعة ويبنى المشروعات لاستيعاب الأيدى والطاقة المعطلة التى تريد أن تحبسها فى بيتها من العاشرة وتزيد الضغط على الرجال وتسلمهم لزوجاتهم بعد الغروب تسليم أهالى ويضيف اللون الرمادى أنه هكذا قانون يلهى الناس قليلا عما يدور فى مطبخ التأسيسية والدستورية أو هو مشورة بروتسيه وياخوفى من بروتس سيدى الرئيس.. ولماذا لا تشارك المعارضة وكل الأحزاب فى هكذا قانون حتى لا نعطى فرصة للاعتراض والجدل ونفس القصة فى مشاكل ميناء العين السخنة ومشكلة مجلس الوزراء والمدرسين وحاملى الماجيستير وسائقى النقل العام وغيره والسؤال أين الوزير المختص الذى يذهب لموقع الحدث وهو طازة ويجتمع ويناقش ويعمل على إيجاد الحلول المتاحة بشفافية كاملة أين الوزير الشجاع الحازم الذى يعرف دوره بحرفنة ويتقنه أو يسأل أهل العلم والخبرة من داخل وخارج الحزب والنظام والملة... أنظر للأصفر حرية واستقلال وعدل ومكانة وحصن منيع معاك ومن الناحية الأخرى الرمادى يقولك دولة داخل الدولة وناد فى الأصل يقدم خدمة لأعضائه وترفيهى وأنشطة من حج وعمرة ومصايف وبناء مساكن يريد الهيمنة على المجلس ويفرض قراراته على الدولة ويلوى ذراعها ويهدد ويتوعد ويريد تفصيل قوانينه على هواه يساعده على هذا إعلام وكتاب وصحفيون، وأقلام كانوا من أشد المعارضين لسياسة هذا الكيان لتعمد البطء فى بعض القضايا بعينها وصمت وتدهور وضعف دور المجلس الأعلى له.. والرمادى يخطط للإطاحة بليونة ويسر وتوغل ويترك للشارع التنفيذ وأصبحت معركة وتارا انشغل بها السيرك وكله يدبر بدهاء والطمى ياللى مش غرمانة ومليونية رايحة ومليونية جاية... والأصفر يقولك حرية شخصية... وثقافة وتعليم وتقدم وديمقراطية ولماذا غلق المواقع الإباحية وتثور وتهيج وتعترض شرائح كثيرة ونجوم وأصبح القانون هو شاغلهم وحديث الشارع المصرى وكأن الثورة فى الأصل كان شعارها عيش.. حرية.. مواقع إباحية.. ويتدخل الرمادى لماذا هذه القوانين فى هذا الوقت بالذات ولماذا الاعتراض بهذا الجهر وإشعال المكلمة والمعجنة.. ومن يشعلها ومن له مصلحة فى ذلك ومن يريدها مشتعلة... ويتقدم الأصفر شهداء وحق الشهداء ومحاكمة الجناة ورعاية أهالى الشهداء ووعود يجب تنفيذها والأولتراس كيان موجود شئنا أم أبينا وساعدته جهات كثيرة واستخدمته لمصالحها ونفخ فيه الإعلام وكبرناه وأصبح جزءا وعبئا على الأمن وعلى الشارع وعلى الشرطة.. ويتدخل الرمادى أين الرجل والوزير الرشيد الحازم ويجلس مع أهالى الشهداء ويلبى طلباتهم بالعدل والإحسان ولن يكلفه راتب مذيع رياضى ومقدم برنامج فى سنة ومن ناحية أخرى تعمل المنظومة كلها بشكل جماعى الشرطة مع الحزم فى المدارس مع الأمان والحزم فى الملاعب ويعود النشاط الرياضى للتنفيس على الأقل عن من لا عمل لهم وتعويض خسائر كثيرها تتكبدها الآن خزانة الدولة بلا عوائد ويكفى فقط بند واحد وهو الإعلان عن مباراة وإعلانات الشوارع والتليفزيون وإعلانات قبل وأثناء وبعد المباراة وحق البث وبيع الإذاعه كل دى ملايين تحل بها أى مشكلة تعوق عودة الدورى ولكن أين الرشيد ومن له مصلحة فى أن يبقى الحال كما هو عليه...أنظر مرة أخرى للأصفر وكتابة الدستور جميل تمثيل كل الطوائف والتيارات والأجمل الاستفتاء ورأى الشعب ووضع خاص لكل فئة من أم بدوى بتاعة الجرجير للاعبين الكرة وسائقى التوك توك حتى سيادة المستشار .. ويظهر الرمادى لماذا كل هذا الوقت والنقاش والاختلاف والتباين وظهور ٨٠ مليون فقيه دستورى وقانونى وخبير وترك ماهب ودب يصرح ويهدد ويتوعد وينسحب ويعود ويا فيها.. لأخفيها. كل ماتطول تحلو وياليل طول شويه وكله أكل عيش مقابلات وفضائيات وفتاوى وعكاوى والسيرك منصوب وإللى مش هيلعب يتفرج ويتسلى..والأصفر كتير والرمادى أكتر ولكن إلى متى ستظل تدفع مصر تمن هذه الألوان وإلى متى ننتظر الوزير الحازم الرشيد والحكومة الفعالة والإعلام البناء والهادف والبرامج التى تشجع على العمل والإعلام والكتاب الذين ينصحون لله ثم للوطن وينتقدون ويعترضون ويحاورون بعقلانية واتزان وشفافية ويقدمون النصح بعيدا عن المزايدات والتجريح والإهانة فكلنا فى مركب وبلد واحد أدعو الله أن ترحموها وترحموا أنفسكم.

وياسيدى الرئيس مرحلة البناء تحتاج لحزم وشدة وعدل مهما كان الأمر ومها كلفك لا نريد حلمك ولا نريد طبطبتك ولا نريد من يشير عليك بقوانين تستفز المواطن فى وقتنا هذا وتدعو للخروج وتعطيل مصالح البلد فأخطاء الآخرين تحسب بغلطة ولكن خطئك يحسب بمائة لأن المتربصين كثير والبطانة والمستشارين إما أن يرفعوك للقمة ويدخلوك فى قلب كل مصرى وإما أن تقول لهم حتى أنت يابروتس.. سيدى وقاك الله شر البطانة وسدد خطاك لمصلحة مصر أولا.. هكذا رأيت الألوان فى السيرك.

تاريخ الاضافة: 19/11/2012
طباعة