موقع الشيخ محمد فرج الأصفر || سوريا: الأسد يفتح سدود العاصي لإغراق حماة
اسم الخبر : سوريا: الأسد يفتح سدود العاصي لإغراق حماة


فيما كانت مسؤولة الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة فاليري آموس تزور حمص، أمس، كانت كتائب الأسد تفتح سدود نهر العاصي لاغراق المزارع المجاورة وتحشد تعزيزات عسكرية كبيرة تأهبا- على ما يبدو- لتنفيذ هجوم ضخم على إدلب، وتنفذ انتشارا أمنيا واسعا في دمشق العاصمة وسط حملة اعتقالات واسعة وعشوائية، وتواصل عملياتها العسكرية ضد مدن القصير وريف دمشق ودرعا.
تزامن وصول اموس مع بدء المبعوث الصيني لي هوا شين مهمته لشرح الرؤية الصينية لحل الأزمة السورية، وذلك عشية زيارة المبعوث الأممي- العربي كوفي عنان المرتقبة بعد غد، فيما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن 8500 شخص قتلوا في سوريا، بينهم 6195 مدنيا، منذ اندلاع الاحتجاجات ضد الرئيس بشار الأسد في منتصف مارس الماضي.
وكانت اموس، التي منعت من الدخول إلى سوريا الأسبوع الماضي، قد بدأت زيارتها، التي تستغرق ثلاثة أيام، باجتماع مع وزير الخارجية وليد المعلم، الذي أكد لها التزام سوريا التعاون مع البعثة، كما ذكرت وكالة «سانا». كما نقلت الوكالة عن المعلم قوله إن «القيادة السورية تبذل قصارى جهدها لتوفير المواد الغذائية والخدمات والرعاية الصحية لجميع المواطنين، رغم الأعباء التي تواجهها جراء العقوبات الجائرة التي تفرضها بعض الدول العربية والغربية».
واشار المعلم الى أن هذه العقوبات «تمس مباشرة الشعب السوري في معيشته».
وكانت آموس أعلنت انها ستسعى خلال زيارتها، التي تستمر 3 أيام، لحث الأطراف كافة، خصوصا الحكومة السورية، على السماح بدخول عمال فرق الإغاثة إلى المدن المنكوبة، لتقديم المساعدات الإنسانية «من دون معوقات» الى المناطق المنكوبة، وإجلاء المصابين من هناك، مؤكدة «التزامها وفريقها في مهمتهم بالمعايير الدولية الخاصة بالمساعدة الانسانية وفي مقدمتها الاستقلالية والحياد».

إدلب في فوهة المدفع
في غضون ذلك، رصد المجلس الوطني السوري 42 دبابة و131 ناقلة جند انطلقت من اللاذقية متجهة الى مدينة سراقب في محافظة ادلب، وأرتالا عسكرية متوجهة نحو مدينة ادلب. وقال الناشط رامي إدلبي من المنطقة إن التعبئة العسكرية تشير إلى أن «النظام يستعد لمذبحة تماما كما فعل في حمص».
وشددت قوات النظام بعد سقوط حي بابا عمرو الضغط على عدد من المناطق التي تعتبر معاقل للمنشقين والناشطين المناهضين للنظام.
وتوقف المجلس الوطني عند استمرار القصف على معرة النعمان في ادلب التي «سقط فيها العديد من الشهداء»، فيما قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن قوات الأمن شنت حملة مداهمات في بلدة كفر نبل المجاورة أصيب خلالها سبعة مواطنين بجراح اثر اطلاق نار.
وطالب المجلس الوطني «المجتمع الدولي والجامعة العربية والمنظمات الدولية بالتحرك السريع والعاجل على الأصعدة كافة لعدم تكرار مجازر بابا عمرو التي سقط فيها المئات من الشهداء»، مشيرا الى ان حمص تحولت الى «مدينة أنقاض تحت قصف آلة النظام العسكرية». كما طالب «الثوار» في دمشق وحلب وحماة «بالقيام بكل التحركات لتخفيف الضغط عن أهلنا في ادلب».

مذبحة جديدة
وفي دمشق، انتشرت قوات الأمن والجيش في حي القابون ونفذت حملة اعتقالات، واقتحمت قوات عسكرية تضم ناقلات جند مدرعة ودبابات بلدة قارة، وذلك بعد ساعات من وصول تظاهرة للمرة الأولى لساحة العباسيين في قلب العاصمة السورية.
وفي يبرود (ريف دمشق) استيقظ الأهالي على أصوات الرصاص وقصف الدبابات ومحاصرة جميع مداخل المدينة، كما استمر الحصار على مدينة رنكوس المجاورة، حيث تنتشر الحواجز الأمنية والدبابات على المفارق والطرق العامة وتنفذ اعتقالات عشوائية.
وفي حلب التي تشهد أخيرا تصاعدا في الحركة الاحتجاجية المعارضة، أفاد المتحدث باسم اتحاد تنسيقيات المدينة محمد الحلبي، بأن قوات الأمن «اعتقلت عددا كبيرا من الأشخاص، بهدف ضبط الحراك المتصاعد في الأحياء الساخنة ومنها المرجة والفردوس والميسر».

في غضون ذلك، تواصل القصف على حمص، وخاصة بلدتي الرستن والقصير، وذلك لليوم الثالث على التوالي، فيما لا يزال الصليب الأحمر الدولي ينتظر السماح له بدخول حي بابا عمرو. وعبر المرصد السوري عن اعتقاده بأن النظام «يريد إخفاء أشياء على الأرجح، لذلك يواصل عمليات التمشيط والتنظيف قبل السماح لأي طرف بالدخول». وأوضح أن القصف المتواصل على أحياء حمص يجعل من الصعب على المدنيين الفرار إلى المناطق اللبنانية القريبة، مؤكدا أن القصف يتركز على الطرق الجبلية والأنهار والجسور التي يسلكها اللاجئون.
وكانت تقارير أفادت بشن قوات الأمن عمليات عسكرية في مدينة دير الزور وانتشار للدبابات في وسط وأطراف منطقة الحراك في درعا.
ويقول الناشطون إن أسرة مكونة من 16 فردا، من بينهم رضيع في عامه الأول، ذبحوا بسكاكين داخل منزلهم. لكن قناة تلفزيونية مقربة من النظام السوري قالت إن مسلحين معارضين هم من نفذوا المذبحة.

تاريخ الاضافة: 08/03/2012
طباعة