فرضت الشرطة الروسية طوقا أمنيا فى أجزاء من وسط موسكو اليوم السبت، حيث بدأ متظاهرون يزعمون أن الحزب الحاكم سرق نتائج الانتخابات البرلمانية التى جرت الأسبوع الماضى، مظاهراتهم فى مختلف أنحاء روسيا.

وكانت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء قالت إن حوالى ألف شخص من أنصار الحزب الشيوعى المعارض احتشدوا فى مدينة فلاديفوستوك الساحلية المطلة على المحيط الهادى صباح اليوم السبت، فى إطار سلسلة من الاحتجاجات المستمرة على ما يتردد عن قيام حزب روسيا الموحدة الحاكم بالتلاعب بالانتخابات. وهتف المتظاهرون "لا نريد ثورة. نريد انتخابات عادلة".

وفى موسكو جرى تطويق الميدان الأحمر ومناطق عامة أخرى بأسوار متنقلة واحتشدت الشرطة بأعداد ضخمة وفقا لوكالة إنترفاكس الروسية للأنباء.

وكان وزير الداخلية رشيد نورجاليف قد قال أمس الجمعة، إن حوالى 50 ألف ضابط شرطة وألفى شخص من القوات الخاصة سيجرى نشرهم فى موسكو اليوم السبت. وقالت السلطات إن مدافع المياه فى وضع الاستعداد "للطوارئ".

ومن المتوقع أيضا أن ينظم المحتجون مظاهرات فى حوالى 12 مدينة أخرى. وقال منظمون إن 35 ألف شخص وافقوا على شبكات التواصل الاجتماعى على المشاركة فى الاحتجاجات.

وزادت سلطات مدينة موسكو التى كانت قد وافقت فى السابق على أن يبلغ عدد المتظاهرين 300 شخص العدد إلى 30 ألفا، إلا أنها حددت منطقة المظاهرات فى جزيرة نهر موسكفا، غير أن المتظاهرين قالوا إنهم يعتزمون التمسك بخطط للتظاهر فى ميدان الثورة بالقرب من الكرملين.

وأظهرت النتائج الرسمية أمس الجمعة، أن حزب "روسيا الموحدة" فاز بـ32ر49 بالمائة من الأصوات، مما يسمح بالاحتفاظ بسيطرته على الدوما (البرلمان الروسى).

وهذا يعنى أن الحزب سيسيطر على 238 من المقاعد فى البرلمان المكون من 450 مقعدا بخسارة 77 مقعدا عن الانتخابات البرلمانية السابقة.

وعلى الرغم من هذا التراجع زعم متظاهرون مناهضون للحكومة أن النتائج الحقيقية يتعين أن تكون أقل بكثير ووجهوا اتهامات بتزوير الانتخابات.

ومن جهة أخرى، انسحبت صحفيتان روسيتان بارزتان من مجلس الكرملين لحقوق الإنسان، احتجاجا على ما وصفتاه بـ"تزوير الانتخابات البرلمانية".

وذكرت وسائل إعلام روسية اليوم السبت، أن الصحفيتين، سفيتلانا سوروكينا وإيرينا ياسينا، انتقدتا تصدى الشرطة العنيف لمظاهرات المعارضين للحكومة.

ودعا مجلس حقوق الإنسان الروسى فى تلك الأثناء إلى إعادة الانتخابات حال ثبوت وقائع تزوير خلال عملية الاقتراع التى جرت يوم الأحد الماضى.

وأعلن رئيس المجلس، ميخائيل فيدوتوف، أن أعضاء المجلس سيراقبون المظاهرات الحاشدة للمعارضة المقررة اليوم فى موسكو.

وكان فيدوتوف انتقد من قبل الاعتقالات الجماعية لمعارضى الحكومة خلال الاحتجاجات التى نظمت فى الأيام الماضية.

ويطالب المتظاهرون بـ"إلغاء نتائج الانتخابات وإقالة رئيس لجنة الانتخابات المركزية" كما تدعو السلطات إلى التحقيق فى انتهاكات وتجاوزات أبلغ عنها مراقبو الانتخابات ومعاقبة المسئولين عن ذلك وفقا للقناة الروسية.