قال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية مارك تونر "إن التصويت فى المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية المصرية مشجع للغاية.. والعالم كله أعجب بالطريقة السلمية لعملية التصويت فى مصر"، مشيرا إلى أن واشنطن تتطلع لاستمرار هذا التوجه، لأن هذا هو الطريق التى رسمته مصر والشعب المصرى، وأن هذه مهمة صعبة.. والتعليق على أى نتائج للانتخابات يعد سابقاً لأوانه.. لأن نتائج مازالت أولية".

جاء ذلك اليوم الجمعة فى رد لتونر على سؤال بشأن ما أشارت إليه تقارير صحفية بشأن تحقيق الإسلاميين سواء الإخوان المسلمين أو السلفيين لفوز بنسبة 65% فى الجولة الأولى من التصويت فى مصر، حيث أعرب تونر عن تهنئته للشعب المصرى على البداية الناجحة جدا لعملية الانتخابات.

وحول إمكانية الحوار بين الإدارة الأمريكية والإخوان المسلمين، قال تونر: "إننا نواصل الحديث مع طائفة واسعة من الأحزاب السياسية هناك، وهدفنا الرئيسى هو دعم العملية الديمقراطية"، مشيرا إلى أن واشنطن أجرت اتصالات مع أعضاء فى جماعة الإخوان المسلمين.

وقال إن واشنطن ترى ضرورة الالتزام بمبادئ الديمقراطية والحكم الديمقراطى، لأن هذا هو التوجه الذى تدعمه واشنطن، مشيرا إلى أن وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون أوضحت فى خطابها أمام المعهد الديمقراطى الوطنى مؤخرا أن التركيز لدينا ينصب على ضمان عملية انتخابية حرة ونزيهة وشفافة، وهدفنا هو تقديم الدعم لتحقيق هذا الهدف.

وأكد تونر أن واشنطن غير قلقة بشأن مسميات الأحزاب التى ستفوز فى الانتخابات، بل ما يهم هو ما إذا كانت هذه الأحزاب تعمل وفقا للمعايير الأساسية للديمقراطية وما هى الخطوات التى سوف تتخذ لضمان الحقوق الديمقراطية الأساسية التى تشمل حرية التعبير، وحرية تكوين الجمعيات، وحرية الأديان، مشيرا إلى أن "إجراء انتخابات ديمقراطية فى مصر حدث.. ونحن فى انتظار النتائج".

وفيما يتعلق بحق المجلس الأعلى للقوات المسلحة فى تعيين الحكومة، قال تونر: إن المجلس كلف رئيس الوزراء السابق كمال الجنزورى بتشكيل حكومة مؤقتة، وبدأ مشاوراته فى هذا الصدد، مشيرا إلى أن "الشعب المصرى هو الذى يقرر، وأننا نعتقد أن أى حكومة مصرية جديدة بحاجة إلى تمكينها بسلطة حقيقية.. وهذا هو موقفنا".

وفيما يتعلق بما إذا كان البرلمان المنتخب سيكون قادرا على تحديد تشكيلة الحكومة، قال تونر: "أعتقد أن هذه عملية داخلية يحددها الشعب المصرى، المهم أن هناك عملية انتخابية متعددة الأوجه... وستستغرق بعض الوقت فى الأشهر المقبلة.. وسيكون هناك برلمان جديد فى نهاية المطاف"، لافتا إلى أن هناك تقدماً من خلال هذه الخطوات، ونأمل أن يستمر تنفيذ الجدول الخاص بالمرحلة الانتقالية وفقا لما يمليه الشعب المصرى.

وأضاف أن "المجلس الأعلى للقوات المسلحة تولى السلطة التنفيذية بعد انهيار نظام الرئيس السابق حسنى مبارك.. ووضع الأسبوع الماضى جدولا زمنياً واضحاً جداً يؤدى إلى الحكم المدنى.. ونعتقد أن هذه الخطوة مفيدة وبناءة.. لأن هذا هو ما كان الشعب المصرى يبحث عنه.. وأى شىء يحدث فى المستقبل يجب أن يقرره الشعب المصرى".

وأوضح أن "المهم هنا هو أن هناك مخططاً زمنياً وضعه المجلس الأعلى للقوات المسلحة وسوف يؤدى إلى عقد انتخابات رئاسية وحكم مدنى وحكومة مدنية"، مؤكدا أن الولايات المتحدة لا تقدم دعما مباشرا لأى طرف، وأن ما تحاول القيام به هو دعم العملية الانتخابية الشاملة والتأكد على أنها حرة ونزيهة وديمقراطية.

وجدد تونر التأكيد أن الولايات المتحدة لم تر أى دليل على الإدعاءات الخاصة بإساءة استخدام القنابل المسيلة للدموع فى مصر حتى الآن، منوها بأن التقارير الموجودة فى هذا الصدد هى مجرد مساهمات من أفراد على موقع تويتر أو غيره.