وعلى شرفة تطل على الميدان وقف مهدي كريمة، الذي أطلق عليه فيما بعد اسم "دي جي الثورة".ويقول كريمة، وهو مبرمج كمبيوتر يبلغ من العمر 30 عاما: "كانت أعظم لحظة في حياتي". كانت تصرفاته عفوية مثل مئات الآلاف من اللبنانيين الذين تظاهروا في المدن والبلدات في جميع أنحاء البلاد مطالبين بإسقاط حكومتهم.ويتذكر كريمة تلك اللحظات قائلا: "كنت أشرب القهوة مع أصدقائي ورأيت أشخاصا يمرون في الشارع يحملون الأعلام اللبنانية عندما خطرت لي فكرة إقامة حفل موسيقي".
جاء المتظاهرون من جميع مشارب الحياة ومن جميع الأديان، وتجاوزوا الانقسامات الطائفية التي هيمنت على الحياة اللبنانية لفترة طويلة.وللحظة، اعتقد جيل الشباب أن التغيير السياسي الدائم قد يكون قاب قوسين أو أدنى.
وساعدت موسيقى مهدي كريمة في تحويل طرابلس، أفقر مدن لبنان إلى بؤرة للمظاهرات.وقال كريمة، وهو يقف في الشرفة حيث نصب أدواته لأول مرة قبل عام: "إنها المرة الأولى لي هنا منذ الاحتجاجات".
وأضاف قائلا:"بصراحة، أشعر بالتوتر ولكني سعيد في نفس الوقت، فمجرد الوقوف هنا يجعلني أشعر وكأنني على وشك البكاء".