عام على احتجاجات لبنان: اليأس يسيطر مع تراجع آمال التغيير


تدفق آلاف المتظاهرين الشباب إلى ساحة النور بطرابلس قبل عام، وهي المظاهرات التي تحولت إلى حفل راقص مهول.

فقد انتشرت الموسيقى حول الميدان، وأضاءت المشاعل سماء الليل، وهتف المتظاهرون بحرارة: "ثورة.. ثورة.. ثورة".

لقد أرادوا العمل، وأرادوا الخدمات الاجتماعية، وأرادوا وضع حد للفساد الرسمي المتفشي.

وعلى شرفة تطل على الميدان وقف مهدي كريمة، الذي أطلق عليه فيما بعد اسم "دي جي الثورة".ويقول كريمة، وهو مبرمج كمبيوتر يبلغ من العمر 30 عاما: "كانت أعظم لحظة في حياتي". كانت تصرفاته عفوية مثل مئات الآلاف من اللبنانيين الذين تظاهروا في المدن والبلدات في جميع أنحاء البلاد مطالبين بإسقاط حكومتهم.ويتذكر كريمة تلك اللحظات قائلا: "كنت أشرب القهوة مع أصدقائي ورأيت أشخاصا يمرون في الشارع يحملون الأعلام اللبنانية عندما خطرت لي فكرة إقامة حفل موسيقي".

جاء المتظاهرون من جميع مشارب الحياة ومن جميع الأديان، وتجاوزوا الانقسامات الطائفية التي هيمنت على الحياة اللبنانية لفترة طويلة.وللحظة، اعتقد جيل الشباب أن التغيير السياسي الدائم قد يكون قاب قوسين أو أدنى.

وساعدت موسيقى مهدي كريمة في تحويل طرابلس، أفقر مدن لبنان إلى بؤرة للمظاهرات.وقال كريمة، وهو يقف في الشرفة حيث نصب أدواته لأول مرة قبل عام: "إنها المرة الأولى لي هنا منذ الاحتجاجات".

وأضاف قائلا:"بصراحة، أشعر بالتوتر ولكني سعيد في نفس الوقت، فمجرد الوقوف هنا يجعلني أشعر وكأنني على وشك البكاء".



كاتب المقالة :
تاريخ النشر : 19/10/2020
من موقع : موقع الشيخ محمد فرج الأصفر
رابط الموقع : www.mohammdfarag.com
Print MicrosoftInternetExplorer4