الزفزافي: رمز حراك الريف المغربي و"وريث" عبد الكريم الخطابي


برز اسم ناصر الزفزافي كأحد أبرز وجوه حركة الاحتجاجات الشعبية التي انطلقت شرارتها من منطقة الريف في تشرين الأول/أكتوبر 2016 مع سحق بائع السمك محسن فكري في عربة جمع القمامة في مدينة الحسيمة في شمالي المغرب.

وكان الزفزافي يقول أثناء قيادة المظاهرات: "على نهج الأمير عبد الكريم الخطابي سأفدي الريف بدمي، أنا بعت حياتي فداء للريف والفقراء والكادحين ولا عاش من خاننا".

وقد تم توقيفه في البداية بتهمة التهجم على إمام مسجد بالحسيمة أثناء إلقائه خطبة الجمعة لكن الحكم الذي صدر ضده بالسجن لمدة 20 عاما كان لدوره في قيادة الاحتجاجات.

مواطن عادي

يقول ناصر البالغ من العمر 39 عاما، عن نفسه إنه "مواطن عادي"، لكن اسمه بات معروفاً لدى الرأي العام المغربي نظراً لارتباطه بـ "الحراك" الشعبي الذي هز منطقة الريف منذ مقتل محسن فكري.

وكان الزفزافي مطلوبا في البداية للقضاء بتهمة "إهانة إمام" المسجد خلال خطبة الجمعة، وكذلك "إلقاء خطاب استفزازي" و"زرع البلبلة"، كما جاء في محضر الدعوى القضائية ضده.

حادثة المسجد

لم تصدر السلطات أمراً باعتقال الزفزافي حتى وقوع حادثة المسجد. قال إمام المسجد القريب من منزل الزفزافي خلال خطبة الجمعة: "إن التحريض على العصيان والاضطرابات بالكذب والتدليس والبهتان وتسخير وسائل الإعلام لأغراض غير شريفة أمر منهي عنه بقول الرسول" وهنا قام الزفزافي وانتقد الإمام ومضمون الخطبة ووصفها بأنها تخدم "الفساد والاستبداد".ووجه الزفزافي كلامه للإمام : "لو كانت لك الجرأة لقلت كلمة الحق.... أنا أعلم منك. همهم تركيع الريف.... هل المساجد لله سبحانه أم للمخزن(السلطة)؟".

وبعدها مباشرة صدر أمر بإعتقال الزفزافي بتهمة "عرقلة حرية العبادات داخل مسجد وتعطيلها أثناء صلاة الجمعة". وألقي القبض عليه بعد يومين من صدور أمر الاعتقال ونقل إلى سجن بمدينة الدار البيضاء.

نجح الزفزافي في إبقاء شعلة الاحتجاجات والمظاهرات متقدة في مسقط رأسه الحسيمة وغيرها من مدن الريف بفضل امتلاكه قدرات خطابية وتنظيمية واضحة رغم أنه لم يكمل دراسته الثانوية.

واستمرت الاحتجاجات مدة سبعة أشهر إلى أن ألقي القبض عليه في مايو/آيار 2017.

ويقول الزفزافي إن عدداً من أفراد أسرته كانوا أعضاء في حكومة جمهورية الريف سنة 1921 عندما كانت اسبانيا تحتل المنطقة فهو حفيد وزير الداخلية في حكومة جمهورية الريف عام 1923 اليزيد حمو.كما أن والد الزفزافي الذي يزوره أسبوعيا في السجن منذ اعتقاله قبل أكثر من عام، سياسي مخضرم وكان عضوا في حزب "الإتحاد الاشتراكي للقوى الشعبية"، أحد أقدم الأحزاب اليسارية المغربية. لكن ناصر ظل بعيداً عن الأحزاب السياسية التي وصفها بالدكاكين.

ورفض الزفزافي أي بعد سياسي أو تلقي دعم خارجي للتحركات والمظاهرات، وشدد على أن هدفها هو القضاء على التهميش التي تتعرض له منطقة الريف الأمازيغية.

وكانت هذه المنطقة قد عاشت ما بين 1922 و1926 تحت نظام "جمهورية الريف" التي أسسها الزعيم الوطني عبد الكريم الخطابي.

وأرسلت الحكومة المغربية وفدا رفيعا ضم عدداً من الوزراء لمقابلة الزفزافي وغيره من نشطاء الحراك ووعدوه بالاستجابة لمطالب أبناء المنطقة لكن الزفزافي لم يقتنع بالعرض ووصف مسؤولي الوفد بـ "العصابة".



كاتب المقالة :
تاريخ النشر : 28/06/2018
من موقع : موقع الشيخ محمد فرج الأصفر
رابط الموقع : www.mohammdfarag.com
Print MicrosoftInternetExplorer4