أصيب عدد من المتظاهرين المنادين بإسقاط حكم الرئيس حسني مبارك في اشتباكات مع مؤيدين له بالقاهرة والإسكندرية، غداة إعلانه في بيان بثه التلفزيون المصري عزمه التقاعد مع انتهاء ولايته الحالية بحلول الخريف المقبل.
ووقعت عدة إصابات في ميدان التحرير بوسط القاهرة بعد أن اقتحمه بعد ظهر الأربعاء مئات الاشخاص الموالين للرئيس مبارك وأخذوا يلقون الحجارة على المحتجين، المرابطين لليوم التاسع على التوالي، بحسب ما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية.
وقالت رويترز إن عشرات المتظاهرين سقطوا في تلك المواجهات، فيما اتهمت المعارضة قوات أمن في زي مدني وبلطجية بمهاجمة المحتجين سلميًا في ميدان التحرير المطالبين بتنحي مبارك.
واتهمت ثلاث حركات احتجاجية في وقت سابق رجال شرطة يرتدون ملابس مدنية باقتحام الميدان "لترويع" المتظاهرين بهدف "إظهار أن الشعب المصري منقسم".
واحتشد متظاهرون في القاهرة يوم الاربعاء احتجاجا على البرنامج الزمني الذي وضعه الرئيس حسني مبارك للتنحي عن السلطة لكن قوى مؤيدة لمبارك كانت تتجمع أيضا الامر الذي ينذر بمواجهة عنيفة محتملة بين الجانبين.
وبينما تجمع الآلاف في ميدان التحرير وأخذوا يرددون هتافات "مش هانمشي.. هو يمشي" رافعين لافتات تقول "الشعب يريد إسقاط النظام"، تجمع 1500 على الأقل في الميدان الذي أصبح نقطة مركزية للمحتجين ممن وصفتهم وكالة "رويترز" بمواطنين عاديين أرهقهم عدم الاستقرار وبدا أنهم على استعداد لقبول تنازلات مبارك.
وكان ائتلاف للمعارضة المصرية دعا الأربعاء إلى المزيد من الاحتجاجات، وقال إنه لن يدخل في حوار مع نائب الرئيس عمر سليمان ما لم يتنح مبارك عن الحكم. لكن مواطنين طالبوا بالسماح له باستكمال ولايته الحالية.
وتساءل محامي يدعى محمد أحمد في وسط القاهرة "لقد صبرنا عليه 30 عاما ألا يمكننا أن نمنحه ثمانية شهور أخرى؟"، وذكر محام آخر يدعى كمال محمد منصور "عالج الرئيس معظم مطالب الشباب ولقد فعل الكثير للبلد وخدمها طويلا. إنه بطل الحرب والسلام ويستحق أن يرحل بكرامة."
يأتي ذلك في الوقت الذي وجهت فيه القوات المسلحة المصرية في بيان الأربعاء المتظاهرين إلى مساعدة مصر على العودة للحياة الطبيعية، بعدما قالت إن مطالب الناس قد سمعت وإن الوقت حان للعودة الى الحياة الطبيعية.
وقال المتحدث باسم القوات المسلحة مخاطبا المحتجين "القوات المسلحة تناديكم... أنتم بدأتم الخروج للتعبير عن مطالبكم وأنتم القادرون على إعادة الحياة الطبيعية لمصر".