هل يُؤاخذ المرءُ بذنوبِ أهله؟


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاتة

اعلم رحمني الله وإياك بأنَّ المرء لا يحاسب إلا على سعيه وكسب يده
قال تعالى: (وأن ليس للإنسان إلا ما سعى) النجم: 39
أي ليس للإنسان من الثواب إلا ثواب ما سعى وما عمل
وقال تعالى: ( يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَراً وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوَءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً وَيُحَذِّرُكُمُ
اللّهُ نَفْسَهُ وَاللّهُ رَؤُوفُ بِالْعِبَادِ) آل عمران : 30
وقال تعالى:(كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ) المدّثر : 38
أي أنَّ كل إنسان مرتهن بكسبه وعمله
وعن سهل بن سعد، قال: جاء جبريل عليه السلام إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال :(يا محمد، عش ما شئت فإنك ميت، وأحبب من أحببت
فإنك مفارقه ، واعمل ما شئت فإنك مجزي به) ثم قال :( يا محمد شرف المؤمن قيام الليل وعزه استغناؤه عن الناس) رواه الحاكم والطبراني والبيهقي
وعليه فلا يحاسب على فِعل أهله مسلمين أم كافرين
قال تعالى: (مَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ
حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولا) الإسراء: 15

وقال تعالى: (وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَإِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَى حِمْلِهَا لايُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى إِنَّمَا تُنْذِرُ الَّذِينَ
يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَمَنْ تَزَكَّى فَإِنَّمَا يَتَزَكَّى لِنَفْسِهِ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ) فاطر: 18
وقال تعالى: (إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ وَلا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى
ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ) الزمر: 7
وهذه الآيات عامة يخصصها: حَدِيثُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَاللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:( إِنَّ الْمَيِّتَ يُعَذَّبُ بِبُكَاءِ أَهْلِهِ عَلَيْهِ ) متفق عليه
وهذا العذاب يعذبه إذا أوصى بذلك فلا تؤخذ نفس بذنب غيرها , بل كل نفس مأخوذة بجرمها ومعاقبة بإثمها
كما قال تعالى : ( وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارهمْ عَلَى ظُهُورهم)الأنعام : 31
إلا أنه يستثنى من ذلك، إذا كان صاحب سنة آثمة أو إماماً في الضلالة ودعا إليها واتبع عليها فإن عليه وزرها، ووزر
من عمل بها إلىيوم القيامة من غير أن ينقص من وزر المضل شيء
قال تعالى: (لِيَحْمِلُوا أَوْزَارهمْ كَامِلَة يَوْم الْقِيَامَة وَمِنْ أَوْزَار الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْم ) النحل: 25
وقال تعالى: (وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالهمْ وَأَثْقَالًا مَعَ أَثْقَالهمْ )العنكبوت:13
وهذا كله مداره على الذنوب التي بين العبد والرب، أما إنَّ كان على أهلك مظالم للعباد
وتستطيع ردها ففعل فلك الأجر ولهم البر
هذا. والله أعلم


كاتب المقالة :
تاريخ النشر : 13/10/2011
من موقع : موقع الشيخ محمد فرج الأصفر
رابط الموقع : www.mohammdfarag.com